قدمت السلطات الصينية، الجمعة، اعتذارها لعائلة الطبيب الصيني الراحل لي ون ليانغ، الذي تم توبيخه واتهامه بنشر معلومات كاذبة بشأن انتشار فيروس خطير (كورونا) في ووهان الصينية.
وأوضح المجلس التأديبي للحزب الشيوعي الصيني، أنه تم تقديم اعتذار رسمي لعائلة لي، وسحب بيان التوبيخ والاعتقال ضده، مشيرا إلى إصدار عقوبات تأديبية لضابطي شرطة كانا يشرفان على عملية التحقيق.
ولفت المجلس أن الشرطة أساءت التعامل مع القضية ولم تتبع الإجراءات السليمة وخالفت القانون.
واستدعت الشرطة الصينية طبيب العيون الشاب البالغ من العمر 34 عاماً، واتهمته بنشر معلومات كاذبة عن الفيروس.
يذكر أن لي ون ليانغ، حذر زملاءه من تفشي فيروس خطير كان يخشى أنه "سارس" داعياً زملاءه إلى أخذ الاحتياطات اللازمة.
وأبلغ لي مجموعة من الأطباء على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية وعبر منصة الرسائل "وي تشات" أنه تم التأكد من وجود صلة بين سبع حالات من متلازمة "سارس" وبين سوق للأطعمة البحرية في ووهان، يعتقد أنه مصدر الفيروس.
ونشر لي صورة لنتائج تحليل تؤكد وجود فيروس كورونا -الذي يشبه سارس- في عينة أحد المرضى، طبقا لما ظهر في لقطة شاشة للمحادثات التي جرت عبر منصة "وي تشات".
وأرسل لي رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي، وحذر فيها من فيروس كورونا الجديد، مما أثار غضب الشرطة.
وعقب ذلك وجهت إليه السلطات الصينية آنذاك توبيخاً وطالبته بعدم نشر معلومات عن الفيروس.
وفي 3 يناير/كانون الثاني، أُجبر لي على توقيع خطاب قال فيه إنه ألحق "أضرارا كبيرة بالنظام العام"، وجرى تهديده بتوجيه اتهامات له.
وفي الأول من فبراير/شباط، قال لي على موقع ويبو إن نتائج التحاليل التي أجريت له أكدت إصابته بفيروس كورونا، ويُعتقد أنه أصيب في يناير/كانون الثاني الماضي بعد علاجه مريضا بالغلوكوما دون معرفته أنه كان يحمل فيروس كورونا.
وفي 6 فبراير/ شباط الماضي، قال مستشفى ووهان المركزي -حيث عمل لي- إنه في حالة حرجة، وبعد ذلك بحوالي ثلاث ساعات، أكد وفاته، وقال "لم تنجح الجهود الشاملة لإنقاذه، نحن نأسف بشدة ونشعر بالحزن على الخسارة".
بعد وفاة لي أعلنت هيئة تفتيش صينية الجمعة فتح تحقيق، وذكرت في بيان أن فريق التحقيق سيتوجه إلى ووهان "لإجراء تحقيق شامل في المسائل المتعلقة بالطبيب لي ون ليانغ والتي أثارها الناس".
وبات الطبيب لي بمثابة بطل وطني في مواجهة المسؤولين المحليين المتهمين بمحاولة التكتم على المرض عند بداية انتشاره، وكتب أحد زملائه على موقع ويبو "إنه البطل الذي أنذر من المرض مقابل حياته".
كما سادت حالة من الحزن والغضب مواقع التواصل، ووصف الكثير من مستخدميها لي بالبطل، واتهموا السلطات بالإهمال خلال المراحل المبكرة من التفشي.
وتعرضت حكومة ووهان لانتقادات لما اعتبره كثيرون فشلا في الكشف المبكر عن شدة المرض الجديد، مما أدى إلى مزيد من الإصابات بين الطواقم الطبية والعامة.