الاحد 09 فبراير 2020 13:52 م بتوقيت القدس
موطني 48 - في الامسية التي نظمها اتحاد أئمة مساجد وادي عارة…مهرجان احتجاجي ضد مؤامرة “صفقة القرن” صرح الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني وإمام مسجد “عمر ابن الخطاب” في كفر كنا، وقال في مستهل كلمته “صحيح أن القضية ليست تسجيل موقف لكن ذلك في غاية الأهمية في التأكيد على إسماع صوت أبناء شعبنا في كل مكان ضد هذه الصفقة وأنها لن تمر وهي غير قابلة للتفكر لا بقليل ولا بكثير من بنودها التي تشكل مع بعضها البعض موقفا معاديا عنصريا التقت فيه إرادة رئيس أمريكي فاسد مع رئيس وزراء أفسد”.
وأضاف: “لو لم يكن في صفقة القرن إلا اعتبار القدس عاصمة موحدة أبدية لإسرائيل، ولم لم يكن فيها إلا نزع حق شعبنا في أن تكون القدس عاصمته أو نزع سيادته على أرضه، لو لم يكن فيها إلا هذا لكان كافيا في أن ترفض، فكيف إذا ما كان فيها أعظم من ذلك بكثير”.
وتحدث خطيب عن الصياغة التوراتية الدينية لصفقة القرن المزعومة، لافتا إلى ما كتبه صحافي إسرائيلي في جريدة “هآرتس” وقوله” إن صياغة صفقة القرن لم تتم بناء على نصوص القانون الدولي، وانما بناء على نصوص التناخ!
وأضاف: “هذا يعني أن رؤية دينية وقفت خلف صياغة صفقة القرن، يريدون رؤية دينية ليحافظوا على ما تسمى أرض إسرائيل الكبرى، وهنا التقت الإرادة الدينية مع قناعات الإنجيليين الأصوليين في الولايات المتحدة، ولذلك كان كبار قادة الإنجيليين مشاركين في لقاء ترامب نتنياهو للإعلان عن الصفقة، هؤلاء يؤمنون أن قيامة المسيح الثانية ونزوله لن يكون إلا في أرض يحكمها اليهود، وعليه فقد صاغ هذه الصفقة، كوشنير اليهودي، وفريدمان اليهودي وغرينبلات اليهودي، فكيف لا تخرج بهذا الشكل”.
وأشار خطيب إلى أن الظرف الذي أعلنت فيها الصفقة جاء في ظل الظروف التي تعيشها الأمة، وكشف أنظمة العار التي تهرول باتجاه الإسرائيلي، منددا بهذه الأنظمة وفي مقدمتها، النظام السعودي والمصري والسوداني والإماراتي والتي اطّلعت على بنود الصفقة قبل الإعلان عنها كما اعترف بذلك جاريد كوشنير.
وأكد أن ابن زايد وابن سلمان والسيسي ومن وصفه بالسيسي الثاني وقصد “عبد الفتاح البرهان” في السودان، وكافة الأنظمة المطبعة مع المؤسسة الإسرائيلية كانت دائما تبحث عن وسيلة لإخراج علاقاتها مع إسرائيل إلى العلن وتبرر ذلك بالقول “نقبل ما يقبل به الفلسطينيون”.
ولفت الشيخ كمال خطيب، إلى الدور الإماراتي تحديدا، في التآمر على الشعب الفلسطيني وضلوع الإمارات في صفقات تسريب عقارات في القدس المحتلة لجمعيات يهودية.
وتطرق إلى تصريح ترامب خلال الإعلان عن الصفقة المشؤومة بأنه “من حق الجميع الصلاة في جيل الهيكل”، وأشار خطيب إلى أنه “يراد أن يقال لنا انسوا أن الأقصى لكم وحدكم وان الحق بالصلاة فيه لكم وحدكم، ولكن نقول لترامب إن الأقصى آية في قرآننا وبعض من حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم، نحن أهل الداخل الفلسطيني نقول لكم إن المسجد الأقصى بكل مساحته الـ 144 ألف متر مربع كلها لنا نحن المسلمين، ولا يوجد لليهود فيه ولو ذرة تراب واحدة، نحن أصحاب الأرض وسندافع عن وحدانية حقنا في الأقصى، لن يدافع عنها لا ابن زايد لا ابن سلمان ولا السيسي الأول ولا السيسي الثاني، بل نحن أهلها”.
وأكد خطيب: “أن الحق الفلسطيني في الأقصى وفي كل فلسطين التي هي الجوهرة على تاج الأمة”.
ودعا إلى الوحدة بين كل مكونات الشعب الفلسطيني، مشددا “على أمل أن تكون الرسالة الأقوى في الرد على الصفقة هي في وحدة شعبنا، وعلى أمل ان تكون الزيارات المتبادلة بين غزة والضفة جدية وأن يكون إعلان وقف التنسيق الأمني صادقا هذه المرة، كي يكون ذلك هو الرد الحقيقي على ترامب ونتنياهو وسيسي مصر وسيسي السودان وابن زايد وابن سلمان”.
وفي ختام كملته توجّه الشيخ كمال خطيب، إلى الشيخ رائد صلاح الذي ينتظر حكما إسرائيليا بسجنه في ملف الثوابت، وقال: “كل الوفاء لأخينا الشيخ رائد الذي اقترن اسمه بالأقصى المبارك، وكان دائما في خدمة القدس والأقصى وعموم شعبنا، أنت يمكن أن تغيب عنا لا ندري كم من الشهور أو السنوات، لكن لا أحد مثلك أيها الشيخ في تفاؤله وقناعته أننا إلى الفرج أقرب، لذلك صبرا شيخنا، وأسأل الله أن يحفظك ويحرسك وأن يردك إلينا وإلى أهلك سالما غانما، لتجد الأخبار التي تفرحك وتفرحنا وتفرح شعبنا وأمتنا”.
يشار إلى أنه جرى عرض فقرة فنية في المهرجان، ندّدت بصفقة القرن وتطرقت إلى محطات في مسيرة الشيخ رائد صلاح وتصريحاته المنددة بالمخططات الإسرائيلية والأمريكية.