كشف تحقيق صحافي عن أن رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، سعى خلال توليه منصب وزير الأمن إلى منح مئات الشبان الحريديين إعفاءات من الخدمة العسكرية، بوساطة أعضاء كنيست حريديين، وذلك في موازاة ادعاءاته ضد تهرب الحريديين من الخدمة العسكرية، ووضع هذا الموضوع في مقدمة أسباب امتناعه عن الانضمام إلى حكومة بمشاركة الحريديين، الأمر الذي كان بين الأسباب الرئيسية للأزمة السياسية والفشل في تشكيل حكومة بعد جولتي انتخابات للكنيست، العام الماضي.
ووصف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين، ولاية ليبرمان كوزير للأمن، في الأعوام 2016 – 2018، بأنها "العصر الذهبي" للحريديين، الذين رفضوا الالتحاق بالخدمة العسكرية. "وتبين وثائق وشهادات أنه منذ تعيين ليبرمان في المنصب، حظيت مكاتب أعضاء الكنيست الحريديين بباب مفتوح وقناة مباشرة إلى مكتب وزير الأمن، وهكذا حصل المئات من الشبان الحريديين، وبينهم أبناء سياسيين، حاخامات كبار وشخصيات أخرى معروفة، على إعفاءات وتسهيلات بعد تدخل مكتب الوزير".
ووصلت التوجهات للحصول على إعفاءات من الخدمة العسكرية إلى مكتب ليبرمان من جميع التيارات والمجموعات الحريدية، وحتى أن الشبان من جماعة "الجناح الأورشليمي"، الأكثر تطرفا برفض هذه الخدمة والذي يدخل أنصاره في مواجهات مع الشرطة إثر اعتقال جندي فار، حصلوا على إعفاء كامل من الخدمة.
ورغم نفي ليبرمان لتدخله في منح هذه الإعفاءات، إلا أن الصحيفة أشارت إلى مستشاره للشؤون الحريدية، أفي أبوحَتسيرا، على أنه اللاعب المركزي في هذا الموضوع، وأنه عمل بشكل يومي من أجل استصدار الإعفاءات من الجيش الإسرائيلي. وقال مصدر مطلع على الموضوع إن "أعضاء الكنيست (الحريديين) أنفسهم أو مساعديهم كانوا يجرون اتصالا مع أبوحتسيرا بواسطة محادثة مباشرة أو رسالة أو بريد إلكتروني، وهو يعمل فورا على الموضوع. وهذا كان أمرا اعتياديا ولم يخفِ ذلك أحد. وقد كان أبوحتسيرا كأنه جزء من الأحزاب الحريدية".
وفي إحدى الحالات قدم شاب حريدي وثائق مزورة من أجل الحصول على إعفاء من الجندية. وبعد تدخل أبوحتسيرا تلقى هذا الشاب إعفاء لأسباب طبية، "رغم أن احتمال حصوله على إعفاء من دون تدخله كان يراوح الصفر" حسب أحد المصادر.
وفيما عقّب الجيش الإسرائيلي بشكل رسمي بأنه إذا تواجد أبوحتسيرا مرتين أو ثلاثة في مكتب وحدة التجنيد "ميطاف"، هو "خلل" وأمر غير مألوف، إلا أن الشهادات التي جمعتها الصحيفة أظهرت أنه تواجد بشكل دائم في مكتب هذه الوحدة. وقال جندي عمل في هذه الوحدة إن "أبوحتسيرا كان يعالج أمورا متنوعة هنا. وعالجنا حينها الكثير من قصص الحريديين".
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قرر، خلال ولاية ليبرمان كوزير للأمن، منح إعفاءات بشكل واسع جدا لشبان "الجناح الأورشاليمي"، وذلك في موازاة انتقادات ليبرمان المتكررة ضد مظاهرات هذه الجماعة. لكن مصادر في هذه الجماعة أكدت على أن شبانا فارين من الخدمة العسكرية تلقوا رسائل من الجيش إلى بيوتهم تعفيهم من الخدمة العسكرية.
وقال مصدر مطلع على تفاصيل هذا الموضوع، إن أبوحتسيرا ومكتب ليبرمان كانا على علم بقرار الجيش واستخدماه. "كانت بحوزتهم قوائم بأسماء شبان من الجناح الأورشاليمي. وأبو حتسيرا طلب من الحريديين تهدئة الأمور ومنع المظاهرات، فيما هو يشرح أن يحوزته قوائم وأنهم سيحصلون على إعفاء".