قال الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي زئيف ستيرنهيل إن تل أبيب تتاجر بـ"الهولوكوست" لتمرير "صفقة القرن" المزعومة، واتهام من يعارض ضم المستوطنات بالضفة الغربية بـ"معاداة السامية".
وتحت عنوان "ضم برعاية المحرقة (الهولوكوست)"، ربط "ستيرنهيل" في مقاله المنشور بصحيفة "هآرتس" الجمعة بين منتدى الهولوكوست الذي أقيم قبل نحو 10 أيام بالقدس الغربية وبين "صفقة القرن".
وكتب: "الحملة المشتركة لـ(الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب، و(رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو لمنح شرعية أمريكية لضم الأراضي الفلسطينية جرى تسريبها بالضبط في الوقت الذي شهد فيه (متحف) ياد فاشيم الاحتفال العالمي بذكرى محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية".
وقال إن إسرائيل حولت "معاداة السامية" إلى وسيلة لشل المعارضة المتوقعة في العالم لخطة الضم (صفقة القرن) بشكل مسبق، مضيفا أنه "هكذا تتحول معاداة السامية، التي جلبت كارثة على الشعب اليهودي، إلى أداة سياسية وقحة في أيدي إسرائيل".
واعتبر الكاتب أن "معاداة السامية" أصبحت بالنسبة لإسرائيل "السلاح النهائي ضد أي ادعاء بإخلاء اليهود ولو القليل منهم من الضفة الغربية، وضد فكرة تقسيم الأرض بصورة عادلة".
وبالنسبة للقوميين اليهود، باتت أية سياسة لا تتوافق مع المصلحة الإسرائيلية كما يرونها هي "معاداة للسامية"، بحسب المصدر ذاته.
وقال "ستيرنهيل" إن "موهبة نتنياهو ومبعوثيه في الاتجار بالمحرقة ومعاداة السامية ليست بحاجة إلى مزيد من الأدلة"، مضيفاً: "وكذلك جُبن أوروبا في التصدي لابتزاز اليمين الإسرائيلي يعلمه الجميع".
وشدد على أن إسرائيل بقيادة حزب الليكود نجحت في أن تجعل مصطلحي مناهضة الصهيوينة و"معاداة السامية"، متساويين بعيون الغرب.
وتابع: "تسيطر على أوروبا بحق عقدة الذنب تجاه اليهود: هذا الحساب لن يُغلق أبدا، لكنه لا يبرر التسامح إزاء القومية والعنصرية اليهودية- الإسرائيلية"
واعتبر أن "أي عاقل يدرك أن الضم بدون حقوق متساوية للفلسطينيين يعني إقامة دولة أبارتايد (فصل عنصري) جديدة".
وشهدت إسرائيل في 23 من كانون الثاني/ يناير الماضي انعقاد المنتدى الدولي الخامس للهولوكست في القدس، بمشاركة أكثر من 40 زعيما، بالتزامن مع تصريحات لنتنياهو حول نيته ضم منطقة غور الأردن.
والثلاثاء الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي بواشنطن "صفقة القرن"، بحضور رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.
وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل.