الاربعاء 11 ديسمبر 2019 13:53 م بتوقيت القدس
قال باحثان عسكريان إسرائيليان إن مساعي السعودية للحصول على قدرات نووية تثير مخاوف لدى الاحتلال، لا سيما إزاء احتمال وصول معلومات بشأنها إلى "جهات معادية"، أو حدوث تغيير في مواقف الدول العربية.
جاء ذلك في مقال للباحثين، "يوئيل جاجونيسكي"، رئيس الدائرة العسكرية بمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، و"رون تيرة"، الجنرال السابق بسلاح الجو، نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم".
ودعا الكاتبان إلى مواجهة المخاوف من "النووي السعودي" عبر التعاون مع الولايات المتحدة لدعم برنامج سلمي للمملكة، شريطة فرض رقابة صارمة على جميع أنشطتها في هذا المجال.
وأوضحا أن "إسرائيل مطالبة بالخشية من التوجه السعودي لإقامة مفاعل نووي، ولو من خلال أبحاث في المرحلة الأولى، حيث يجري العمل في المملكة على مركزين لهذا الغرض، الأول علني ومعروف، والثاني تحيط بأعماله كثير من السرية والتكتم".
وأضافا أن "الأقمار الصناعية كشفت أن السعودية في خطواتها الأولى للحصول على مساعدات خارجية لإقامة مصنع لإنتاج صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى، وكذلك مفاعل نووي، وقد سبق للمملكة أن أعلنت صراحة عن تلك التوجهات".
وتابعا: "في تشرين الأول (أكتوبر) 2019 أقر وزير الطاقة الأمريكي المستقيل ريك بيري ان المباحثات مع السعودية بشأن مشروع الأخيرة النووي آخذة بالتقدم، ويتوقع عقد اتفاق بين الجانبين بهذا الخصوص، يعروف باسم 123، لكن الرياض ترفض التعهد بعدم تخصيب اليورانيوم".
ولفت المقال إلى أن "التخصيب قد يستخدم في مسائل قانونية ومشروعة لتوفير الوقود النووي لمعامل الأبحاث النووية، وفي الوقت ذاته يمكن استخدامه لإنتاج سلاح نووي كما هو الحال لدى باكستان وإيران، مع أن الاهتمام السعودي بالموضوع النووي ليس جديدا، وهناك مخاوف جدية أن تتحول فجأة لتصبح حائزة على السلاح النووي العسكري".
وأضاف أن "هذا التخوف يعود إلى آذار (مارس) 2018، حين أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بصورة مكشوفة وجلية أنه في حال حصلت إيران على قدرات نووية عسكرية، فإن المملكة ستعمل على حيازة قدرات مشابهة، ودون أي تأجيل، لكنه لم يوضح هل أن توجهه يقضي بحيازة السلاح النووي من خلال تصنيعه في بلاده، أم اقتناؤه وشراؤه من دول أخرى مثل باكستان أو جهات أخرى".
وتابع: "ترى السعودية أن اتفاق القوى العظمى مع إيران بشأن مشروعها النووي زاد من نفوذها وقدراتها، ولم يكبح جماحها في الطموح النووي على المدى البعيد، مما يجعل الدول المتخوفة من زيادة السلوك الإيراني في المنطقة، ومنها السعودية، تتطلع لحيازة هذا السلاح".
وأوضح الباحثان أن "التطلعات السعودية لحيازة قدرات نووية، ولو كانت في المرحلة الأولى في المجالات المدنية، لكنها لا تخدم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، رغم أن تل أبيب لديها شبكة مصالح متنامية مع الرياض، وتعيشان في السنوات الأخيرة حالة من التعاون الاستراتيجي، ولكن بنظرة أوسع فإن إسرائيل لديها مصلحة أساسية بمنع وصول السلاح النووي لأيدي دول عربية تقيم مها علاقات علنية أو سرية".