الثلاثاء 05 نوفمبر 2019 14:21 م بتوقيت القدس
كشف الكاتب الإسرائيلي ران أدليست، أن "السياسة الحكومية الرسمية تسعى إلى تهويد الضفة الغربية، وتعمل كخطوة استباقية لطرد الفلسطينيين منها، من خلال العنف الذي يمارسه المستوطنون على الفلسطينيين، سواء بتعريض حياتهم للخطر، أو إحراق أشجار الزيتون التي يزرعونها سنوات طويلة".
وأضاف ران أدليست في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، أن "عنف المستوطنين لم يقتصر على الفلسطينيين فحسب، بل طال أيضا الجنود الإسرائيليين، كما حصل مؤخرا حين هاجم ثلاثون مستوطنا بعض الجنود في مستوطنة يتسهار بالضفة، وبعد أيام أحرقوا أحد خيام حرس الحدود التابع للشرطة الإسرائيلية".
وأوضح أن "الجهات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية قادرة في ليلة واحدة على إخلاء هؤلاء المستوطنين، وهو أمر مغطى قانونيا، ومن الناحية الإعلامية والجماهيرية يحظى بدعم واسع، لكن الحكومة التي يقودها معسكر اليمين لن توافق على ذلك".
ونقل عن الجنرال غادي شمني القائد الأسبق للمنطقة الوسطى في جيش الاحتلال قوله أن "ما يقوم به من يسمون "فتيان التلال" أكبر كثيرا من سلوكيات ميدانية، لأنه يخدم على المدى البعيد القيادة السياسية الإسرائيلية المتطرفة، ولديها أهداف سياسية وحزبية واضحة، لأنه يتم إرسالهم للقيام بذلك من قبل مستويات قيادية عليا في الدولة".
وأضاف أن "لدينا حكومة إسرائيلية موجودة في السلطة منذ سنوات طويلة، وليس لديها النوايا الجادة والحقيقية لحل مشكلة هؤلاء المستوطنين العنيفين، وأنا أسأل بدوري: لماذا لا تريد الحكومة الإسرائيلية أن تحل هذه المشكلة؟ الجواب أنها تسعى لتهويد الضفة الغربية، ما يتطلب ابتداء طرد الفلسطينيين منها من خلال إفساح المجال لممارسة مختلف أنواع الضغط عليهم".
وأشار إلى أن "الفكرة الأساسية التي توجه هذه الحكومة هي الترانسفير والترحيل الجماعي للفلسطينيين، ومن أجل ذلك يوجد لدينا منظومة متكاملة مهمتها الأساسية التنغيص على حياة الفلسطينيين، من خلال التهديدات وإغلاق الطرق والابتزاز والتخويف وتزوير الوثائق وتلفيق التهم ضدهم".
وأوضح أن "كل هذه الممارسات تتم تنفيذها عبر عصابات تدفيع الثمن وفتيان التلال، ممن يذكروننا بعصابات ليحي والفرقة 101 التي أنشئت قبل قيام الدولة لإيذاء العرب".
وأكد أن "التحالف الذي يقوده بنيامين نتنياهو مع آيال بن غابير الذي يعلن مواقف متطرفة ضد الفلسطينيين لإنقاذه من السجن، سيكون مستعدا لتنفيذ مخططاته اليمينية على أرض الواقع، وهو ما قصده الجنرال شمني حين ذكر أن هناك غطاء سياسيا يمنح للإضرار بالفلسطينيين، وغض الطرف عن تواصل هذه الممارسات التي قد تفضي أخيرا إلى قتل جنود إسرائيليين بأيدي هؤلاء المستوطنين".
وختم بالقول إن "استمرار هذه الممارسات الاستيطانية تطرح أسئلة عديدة حول عدم ملاحقة جهاز الأمن العام-الشاباك لهم، في حين أن الإجابة أن الجهاز كله في جيب نتنياهو، لأنه جزء من مكتب رئيس الحكومة".