أعلن زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، أنه سيعقد اجتماعا لرؤساء كتلة اليمين، التي تضم أحزاب اليمين والحريديين، بعد غد، الأحد، وذلك إثر توجه رئيس كتلة "كاحول لافان"، بيني غانتس، المكلف بتشكيل الحكومة، إلى أحزاب في كتلة اليمين.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل متجهة إلى جولة انتخابات ثالثة للكنيست، على خلفية فشل المفاوضات التي تجريها "كاحول لافان"، التي تطالب بتفكيك كتلة اليمين وتطالب بأن تكون المفاوضات مع الليكود وحده وتشكيل حكومة بدون الحريديين، بينما يصر الليكود على أنه يمثل في هذه المفاوضات كتلة اليمين كلها، التي تضم 55 عضو كنيست. كما أن نتنياهو يرفض تولي رئاسة الحكومة في الفترة الثانية من التناوب، بينما يصر غانتس على توليها في الفترة الأولى.
ورأت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، أن نتنياهو يشعر بأنه يشتد الطوق الجنائي حول عنقه، وأنه بحسب تقديرات "كاحول لافان"، هذا هو السبب لدفعه نحو انتخابات ثالثة، "فهو يريد الوصول إلى المحكمة كرئيس حكومة". وتشير التوقعات إلى أن النيابة العامة الإسرائيلية ستقدم لوائح اتهام ضد نتنياهو في شبهات فساد خطيرة، قد تشمل الرشوة، في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي أو كانون الأول/ديسمبر.
وأضافت أنه في وضع كهذا، ستجري محاكمته بهيئة مؤلفة من ثلاثة قضاة في المحكمة المركزية في القدس، بينما إذا وصل إلى المحكمة كشخص عادي، فإن المحاكمة ستجري في محكمة في تل أبيب وينظر فيها قاض واحد، مثلما حدث خلال محاكمة رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت. "ونتنياهو سيبذل كل ما وسعه من أجل ألا يصل إلى المحكمة في تل أبيب".
وأشارت كدمون إلى أنه "لهذا السبب، ليس مفاجئا أنه بعد أسبوع كهذا تصبح المواقف أكثر تشددا، واحتمال تشكيل حكومة وحدة آخذ بالابتعاد".
وأضافت أنه في "كاحول لافان" أدركوا أن تمردا في الليكود ضد نتنياهو ليس واردا. وتسعى "كاحول لافان" حاليا إلى بث "شعور بالخطر" في كتلة اليمين، "وربما هذا هو السبب الذي دفع غانتس إلى التحدث عن اتصالات مع رؤساء أحزاب اليمين، لكي يظهر لقيادة الليكود إنه بالإمكان تشكيل حكومة من دون حزبهم، أو أن رئيس حزب ’يسرائيل بيتينو’، أفيغدور ليبرمان، سيوافق على الامتناع عن التصويت على حكومة أقلية". لكن ليبرمان أعلن أمس أنه سيعارض حكومة أقلية.
من جانبه، لفت محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، إلى أنه يتعزز الشعور بأن إسرائيل تتجه لانتخابات ثالثة. ولو كان هدف نتنياهو تشكيل حكومة وحدة، لما كان سيهاجم الجهاز القضائي، وخاصة النيابة العامة، بشدة مثلما فعل مؤخرا.
وأضاف فيرتر أنه "عندما يواصل نتنياهو إشعال حرائق، وعندما يختار وضع القيادي في كاحول لافان، يائير لبيد، في مركز لعبة الاتهامات كعقبة رئيسية أمام الوحدة وكمن يقتاد غانتس من أنفه، فإن نتنياهو يفشل عن قصد احتمالات نجاح المفاوضات الائتلافية، مهما كانت ضئيلة، ويقرب انتخابات العام 2020".