السبت 05 اكتوبر 2019 19:27 م بتوقيت القدس
قال أكاديمي إسرائيلي إن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يهيئ الرأي العام للحرب القادمة مع إيران"، مرجعا سبب ذلك إلى "الهجوم الإيراني الأخير على السعودية، لأنه يعني أن طهران جاهزة لها".
وأشار البروفيسور بنحاس يحزكيلي رئيس تحرير موقع "المعرفة"، في تحليل ترجمته "عربي21" إلى أن الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكنيست في افتتاح دورته الثانية والعشرين "كان كمن يجهز الجمهور الإسرائيلي للحرب القادمة، وهي المرة الأولى التي تحدث فيها بهذه الطريقة".
ويتوقع يحزكيلي بأن "الحرب الإسرائيلية القادمة مع إيران لن تكون من طراز الحروب التي اعتاد عليها الإسرائيليون في السابق، لأنها حرب لم تبدأ بعد، وستشمل كل إسرائيل بكل مرافقها".
وأوضح أن "الإيرانيين تمهيدا لهذه الحرب التي قد يخوضونها مع إسرائيل نفذوا اختبارا مزدوجا من خلال مهاجمتهم للمنشآت النفطية السعودية، الاختبار الأول أنهم أجروا تجارب عملية على الأرض لمنظوماتهم الصاروخية الفعالة، وأبدوا قدرتهم على التغلب على المنظومات الدفاعية الغربية، وقد مرت هذه التجربة بنجاح".
الغرب لا يمتلك القدرات
ويعتقد بأن "الغرب لا يمتلك اليوم وسيلة لوقف الهجمات الإيرانية، خاصة من خلال الصواريخ الهجومية".
وتابع يحزكيلي، الذي ترأس سابقا مركز الأبحاث الإستراتيجية في الجيش الإسرائيلي، بأن "الاختبار الثاني الذي نفذته إيران هو فحص مدى قدرة السعوديين على مواجهة الهجوم الخارجي".
وأردف قائلا: "هذا يعني أن الحرس الثوري الإيراني نجح بتجاوز الحدود الإيرانية الجغرافية من خلال الميليشيات الشيعية المنتشرة في العراق، ونصبوا صواريخهم نحو الأهداف المنتقاة، ثم عادوا أدراجهم".
وأكد أن "ضبابية السلوك العسكري الإيراني تصعب على السعوديين والأمريكيين إمكانية الرد على إيران".
ولفت إلى أن "إسرائيل باتت تواجه التهديد الإيراني لوحدها، في ظل الثغرات التي أصيبت بها نظريتها العسكرية في العقد الأخير، حتى أنها أوشكت على فقدان تفوقها النوعي في المنطقة".
وقال: "بينما تنشغل إسرائيل بنتائج الانتخابات، وتشكيلة الحكومة، فقد ظهر مدى الانتكاسة التي أصيبت بها إستراتيجيتها".
وأرجع سبب استبعاد مهاجمة إيران لإسرائيل في الوقت الحالي إلى أسباب، إحداها: "أن الحدود الإسرائيلية بعيدة نسبيا لتنفيذ ذات الاختبار السعودي الذي قامت به إيران، بحيث يتم اجتياز الحدود نحو العراق، وتنفيذ الهجوم، وإطلاق الصواريخ، ثم العودة لإيران بهدوء".
وأكمل أيضا بأن "الإيرانيين مضطرون للانتظار لإطالة أمد صواريخهم، وهي عملية تستغرق عدة سنوات، مع العلم أن المطارات الإسرائيلية ليست جميعها في متناول الصواريخ الإيرانية، ولذلك فإن الرد الإسرائيلي سيكون مؤلما جدا لإيران".
الزمن لصالحهم
وتابع: "مع أن المشروع الإيراني لدقة الصواريخ بات قنبلة متكتكة، ورغم التشويش الإسرائيلي على الإيرانيين، لكن الزمن يلعب لصالحهم، مما قد يجعلنا على بعد عام ونصف أو عامين للهجوم الإيراني القادم".
وأشار أن "رؤساء المنظومة الأمنية الإسرائيلية يفضلون الانتظار بعض الوقت، واستغلال هامش الزمن المتاح أمامهم".
ويوضح أن "إيران دولة تواصل التسلح، تهاجم شبه الجزيرة العربية، ترسل المسلحين في كل مكان من المنطقة، وتهاجم طائرات مسيرة أمريكية، واليوم باتت المطارات السعودية في مرمى صواريخها، وحين تهدد أن إسرائيل ستختفي عن الخارطة، فيجب أن نأخذ تهديداتها على محمل الجد".
وختم بالقول إن "إسرائيل مطالبة لمواجهة إمكانية تكرار الهجمات الإيرانية على السعودية، مواصلة عملية التسلح، ومنح جيشها كل ما يلزمه من وسائل الدفاع والهجوم على حد سواء، بإمكانيات لم تكن بحوزتنا حتى الآن".
وعلل ذلك بقوله: "الواقع حولنا تغير، ويتطلب منا توفير المزيد من المليارات من جانب، واتخاذ قرارات صعبة من جانب آخر لمواجهة التحديات الأمنية التي تقف أمامنا".