كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" النقاب أن "تقريرا غير مسبوق للجنة مكافحة العنصرية في الأمم المتحدة CERD سلط الضوء على محتويات المناهج الدراسية الفلسطينية، وطالب الفلسطينيين بإزالة ما يحرض على العنف في كتبهم المدرسية".
وأضافت في تقرير أعده إيتمار آيخنر، مراسلها السياسي، أن "التلاميذ الفلسطينيين يتعلمون بمادة الرياضيات كيف يحصون أعداد الشهداء، وطالب التقرير السلطة الفلسطينية بإلغاء المفاهيم والخرائط والصور والنصوص التي تشمل تحريضا على الكراهية والعنف ومعاداة السامية"، على حد زعمه.
وأشار إلى أن "التقرير الدولي صدر عقب جلسة للجنة الأممية في جنيف، شارك فيها ماركوس شيف مدير مؤسسة IMPACT-se، الذي قدم تقريره الراصد لهذه المفاهيم، وعبر المندوبون عن قلقهم من محتويات المناهج الدراسية الفلسطينية، وخاضوا سجالا حادا مع نظرائهم الفلسطينيين الذين حضروا اللقاء".
واستحضر الكاتب نماذج عرضت أمام اللجنة، ومنها "ما ورد في كتاب التاريخ الفلسطيني الذي يتحدث عن سيطرة اليهود على العالم من خلال كاريكاتير معاد للسامية، وفي كتاب الرياضيات يتدربون على إحصاء أعداد الشهداء في الانتفاضات الفلسطينية، وبجانبها صورة من الجنازات، حيث يسأل التلاميذ: عدد شهداء انتفاضة الحجارة 2026، وعددهم في انتفاضة الأقصى 5050، إذن كم يبلغ عدد شهداء الانتفاضتين؟".
وأضاف أن "درس اللغة العربية يطلب من التلاميذ إيراد كلمات تحمل حرف الهاء، ويأتي مثال: شهيد، هجوم، وفي درس الفيزياء يتعلم الطلاب درس الجاذبية للعالم اسحق نيوتن مستدلا بمثال كيفية إلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين من خلال المقلاع، وفي التربية الإسلامية يتعلم الطلاب أن حائط البراق جزء من المسجد الأقصى، وهو مقدس لدى المسلمين فقط".
وأشار إلى أن "اللجنة الأممية أصدرت تقريرها المكون من تسع صفحات لاستعراض كل هذه النماذج، سواء المدرسية التابعة للسلطة الفلسطينية، أو الإعلامية التي تسيطر عليها حماس وشبكات التواصل".
وختم بالقول إن "التقرير يعدّ سابقة تاريخية لصدوره عن الأمم المتحدة بطلب من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا التي عبرت جميعها عن قلقها من محتويات المناهج الدراسية الفلسطينية، وقد عرض المركز الإسرائيلي أمام الدبلوماسيين في الأمم المتحدة نماذج من هذه المناهج الدراسية، سواء المقررة في مدارس السلطة الفلسطينية أو الأونروا، ما يتطلب تغييرها".
في سياق متصل، زعم كاتب إسرائيلي أن "الكتب الدراسية الفلسطينية تعج بمفاهيم التحريض على تنفيذ الهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، لأن منفذي تلك الهجمات في معظمهم من خريجي المرحلة الثانوية، ويتلقون المحاضرات الدينية في المساجد والمدارس، وهي مؤسسات تساهم في توجيه الرأي العام الفلسطيني".
وأضاف يورام أتينغر في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "إلقاء نظرة على ما تقرره المؤسسات التعليمية الفلسطينية على طلابها يظهر أنها تحث على كراهية الإسرائيليين، ما يجعل التعليم عنصرا أساسيا في تشجيع الهجمات المسلحة من خلال بث مفاهيم معاداة السامية وكراهية اليهود، وأن الوصول لتعايش الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي يتطلب التخلص من جذور الكراهية المتمثلة بمناهج المدارس الفلسطينية".
ونقل عن البروفسور إلداد باردو من الجامعة العبرية، أنه "أجرى بحثا دراسيا تفصيليا للتعرف على المنظومة التعليمية الفلسطينية من خلال معهد IMPACT-se، وتوصل إلى جذور التطرف في تعظيم منفذي العمليات المسلحة، والإعلاء من مفاهيم التضحية بالنفس من أجل الإسلام، ورفض قيام دولة إسرائيل".
وأوضح أن "البحث كشفه له أن شخصية مثل دلال المغربي منفذة عملية الساحل عام 1978، التي أسفرت عن مقتل 39 إسرائيليا وإصابة 72 آخرين، تحظى بإعجاب كبير، وورد في أحد كتب اللغة العربية أنها أبدت بطولة فذة، وباتت خالدة في نفوسنا وضمائرنا، وإن الفلسطينيين يعتبرونها رمزا للاستشهاديين، وأطلقوا اسمها على عدد من المدارس ومراكز المدن ومؤسسات نسوية وميادين عامة".
وأشار إلى أنه "وفق ما تقرره المناهج الدراسية الفلسطينية، فإن الصراع مع إسرائيل لا يعود إلى حجم مساحتها الجغرافية، وإنما رفض وجودها من الأصل؛ لأنها تعدّ احتلالا، والخط الأخضر يشمل تل أبيب وحيفا وصفد، لأن كتاب الدراسات الاجتماعية يرى حدود فلسطين بين البحر المتوسط ونهر الأردن، وبين لبنان وسوريا، وبين خليج العقبة ومصر".
وختم بالقول إن "المناهج الدراسية الفلسطينية تعتبر أن التضحية بالنفس من أجل الإسلام قيمة سماوية عليا، لأن الله يرحب بهؤلاء الاستشهاديين، ويمنحهم موقعا مقدسا متقدما، يمحو أخطاءهم، ويرفع من قدرهم في الجنة، ويمنحهم 72 حورية، حتى أن كتابي التربية الإسلامية ولغتنا الجميلة كررا هذه العبارة: "سأكون سعيدا إن ضحيت بنفسي من أجل القضاء على المحتلين"!