أعلنت وزارة الدفاع الأميركيّة أنها قصفت، السبت، اجتماعًا لقيادات في تنظيم القاعدة في إدلب شمالي سورية، أدّى إلى مقتل 40 منهم.
وقال المتحدث باسم القيادة الوسطى، الكولونيل إيرل براون، في بيان، إنّ الهجوم الذي وقع شمالي إدلب استهدف قادة جماعة يطلق عليها البنتاغون اسم "تنظيم القاعدة في سورية"، ويلقي عليه مسؤولية شن "هجمات تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء"، دون أن يحدّد نوع الأسلحة التي استخدمت في الهجوم، إلا أن منظمات حقوقيّة قالت إن الهجوم صاروخي.
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في مدينة إدلب أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من المزارع الواقعة شمال المدينة، بعد دوي انفجارات متتالية تردد صداها في المنطقة.
وقال إنّ سيارات إسعاف هرعت إلى الموقع المستهدف، الذي لم يتمكن الصحافيون من الاقتراب منه.
ولم يتمكن المرصد من تحديد "ما إذا كانت طائرات قد نفّذت هذه الضربات أم أنها ناتجة عن قصف بصواريخ بعيدة المدى".
وينشط فصيلا حراس الدين، المرتبط بتنظيم القاعدة، وأنصار التوحيد الجهادي في شمال غربي سورية، حيث ينضويان في ائتلاف مع مجموعات أخرى متشددة، وتقاتل هذه الفصائل إلى جانب هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) التي تعد التنظيم الأوسع نفوذًا في المنطقة.
وتأسّس فصيل حراس الدين في شباط/ فبراير 2018، ويضم نحو 1800 مقاتل بينهم جنسيات غير سورية، وفق المرصد، وسبق وتعرض لضربات عدة، تسبّب آخرها قبل شهرين بمقتل ثمانية عناصر، بينهم ستة قياديين من جنسيات عربية مختلفة.
وأكدت واشنطن مطلع تموز/ يوليو الماضي شنّ غارة ضد "قيادة تنظيم القاعدة في سورية"، استهدفت معسكر تدريب في محافظة حلب، وقالت القيادة المركزية الأميركية حينها إن "العملية استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة في سورية مسؤولين عن التخطيط لهجمات خارجية تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء".
واستهدفت القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مرارًا قياديين جهاديين في منطقة إدلب، إلّا أن وتيرة ذلك تراجعت بشكل كبير منذ عام 2017، لتتركز ضرباتها على مناطق سيطرة التنظيم الجهادي.
وتزامنت هذه الضربات مع سريان وقف لإطلاق النار منذ السادسة في إدلب ومحيطها منذ صباح السبت، في هدنة هي الثانية من نوعها منذ بدء دمشق بدعم روسي في نهاية نيسان/ أبريل تصعيد قصفها على المنطقة، ما تسبب بمقتل أكثر من 950 مدنيًا وفق المرصد، وفرار أكثر من 400 ألف شخص وفق الأمم المتحدة.
وبحسب المرصد، توقفت الغارات وغابت الطائرات الحربية عن الأجواء منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، كما هدأت المواجهات بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمعارضة عند أطراف إدلب فيما يستمر القصف الصاروخي والمدفعي.
وأعلن الجيش الروسي، أمس، الجمعة، وقفًا لإطلاق النار من جانب واحد في إدلب، وسارعت دمشق إلى إعلان موافقتها "مع الاحتفاظ بحق الرد على أي خرق من الإرهابيين"، وفق ما نقلت وكالة أنباء النظام "سانا" عن مصدر عسكري.
وكان النظام السوري أعلن موافقته على وقف لإطلاق النار في الأول من آب/ أغسطس ثم قرر في الرابع منه استئناف عملياتها القتالية، بعدما اتهمت الفصائل بانتهاك وقف إطلاق النار واستهداف قاعدة حميميم الجوية التي تتخذها روسيا مقرًا لقواتها في محافظة اللاذقية الساحلية غربًا.
وبعد أشهر من القصف الكثيف من الطيران الروسي والسوري، بدأت قوات النظام في 8 آب/ أغسطس هجومًا بريًا تمكنت بموجبه من السيطرة على مدينة خان شيخون الإستراتيجية والتوسّع جنوبها، حيث سيطرت على بلدات عدة في ريف حماة الشمالي وطوقت نقطة المراقبة التركية في مورك.
وتؤوي إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريبًا من النازحين من مناطق شكلت معاقل للفصائل المعارضة قبل أن تسيطر قوات النظام عليها إثر هجمات عسكرية واتفاقات إجلاء.
والمحافظة ومحيطها مشمولة باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في أيلول/ سبتمبر 2018، ونصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات الجهادية، إلا أنه لم يُستكمل تنفيذ الاتفاق.