الاثنين 29 يوليو 2019 08:43 م بتوقيت القدس
أفرج النظام السوري عن 80 عنصرا من فصيل "جيش خالد بن الوليد"، الذي كان مبايعا لتنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة جنوب سورية. ونفذ عملية الإفراج عن هذه العناصر جهاز المخابرات الجوية، الذي يعتبر الأكثر فتكا بالسوريين بين أجهزة النظام الأمنية، حسبما أفاد "تجمع أحرار حوران".
وفي غضون ذلك، ارتفع عدد القتلى المدنيين إلى 11 جراء الغارات التي شنها طيران النظام وروسيا، أمس الأحد، على شمال غرب سوريا، الواقعة بمعظمها تحت سيطرة فصائل المعارضة وبينها فصائل جهادية، والتي تتعرض لقصف شبه يومي من النظام وحليفه الروسي منذ ثلاثة أشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفيما يتعلق بالإفراج عن عناصر "داعش"، فقد كان النظام يحتجز هؤلاء منذ منتصف العام الماضي، بعد سيطرة قواته على منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، غير بعيد عن الحدود السورية الأردنية وعن هضبة الجولان المحتلة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "العربي الجديد" اليوم، الإثنين.
وبين المفرج عنهم، أشرف محمد البريدي، من بلدة جملة، الذي كان مهندس التفخيخ في التنظيم، مع عدد من الذين كانوا في الجهاز الأمني للتنظيم. واعتبر "التجمع" أن الإفراج عن عناصر الفصيل يأتي "في ظل التعقيدات الأمنية التي تشهدها المنطقة الجنوبية". ونقل عن قيادي سابق في الجبهة الجنوبية، التي كانت تابعة للمعارضة السورية المسلحة، قوله إن "العملية تأتي في سياق سعي النظام للتخلّص من معارضيه، الذين ما زالوا في المنطقة، من خلال دعم عناصر التنظيم المُفرج عنهم للقيام بعمليات أمنيّة محدودة تصب في مصلحة نظام الأسد وحلفائه من إيران وحزب الله في المنطقة".
وأوضح "التجمع" أن "أغلب المُفرج عنهم من أبناء منطقة حوض اليرموك، التي كانت المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في الجنوب"، مشيراً إلى أن جميع المفرج عنهم "عادوا إلى منازلهم في قرى الحوض، وسط حالة استغراب من قبل الأهالي، لاسيما مع مزاعم نظام الأسد بشأن خشيته من وجود خلايا نائمة في المنطقة".
ورأى القيادي السابق في الجيش السوري الحر، العميد إبراهيم الجباوي، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، أن أن الهدف الحقيقي من وراء الإفراج عن هؤلاء هو "شيطنة المنطقة بالإرهاب المُصنّع أسدياً وبوتينياً ليبرر النظام اقتحام المنطقة أو استهدافها بشتى أنواع الأسلحة والذخائر الروسية الصنع، انتقاماً من أهلها الذين ما يزالون يرفضون الرضوخ لحكم الأسد".
ولا يستبعد الجباوي أن ينجح النظام في مخططه، وقال إن "النظام يمتلك وسائل القتل الجماعي، وكذلك يمتلك ويدير الجماعات الإرهابية التي أفرج عن عدد من عناصرها وقيادييها ليشكل حالة من الرعب بين الأهالي"، مشيراً إلى أن "باكورة إرهاب النظام في المنطقة بدأت السبت (الماضي)، حيث فجّر انتحاري يُعتقد أنه ممن أفرج النظام عنهم أخيراً نفسه بواسطة حزام ناسف وسط مجموعة من قوات النظام، جلهم ممن أجرى تسوية".
واستهدفت الغارات الجوية والقصف المدفعي للنظام وروسيا، أمس، مناطق عدة في إدلب وحماة ما أسفر عن مقتل 11 مدنيا، بحسب المرصد.
وأوضح المرصد أن 5 من الضحايا سقطوا إثر ضربات جوية شنها النظام على مناطق سكنية في مدينة أريحا التابعة لمحافظة إدلب وذلك غداة يوم دام شهدته هذه المدينة. كما قُتل ثلاثة اخرون بمناطق اخرى بشمال غرب سوريا. وأسفرت الغارات الروسية على مناطق زراعية في شمال محافظة حماة المجاورة عن مقتل ثلاثة مدنيين وفق المرصد.
وتسيطر على محافظة إدلب (شمال غرب)، التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة، هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وتنتشر فيها أيضا فصائل أخرى أقل نفوذاً.
ومنذ ثلاثة أشهر، قتل أكثر من 750 مدنياً، بينهم أكثر من 190 طفلاً، جراء قصف النظام وروسيا وفق المرصد. ويتجاوز عدد الاطفال الذين قتلوا في إدلب، خلال الاشهر الاربعة الماضية، الحصيلة الاجمالية لعام 2018، بحسب منظمة "سيف ذي شيلدرن". كما أدت اعمال العنف إلى نزوح أكثر من 400 ألف شخص منذ نيسان/أبريل، بحسب الأمم المتحدة.
ويأتي التصعيد الأخير رغم كون المنطقة مشمولة باتفاق روسي- تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات النظام والفصائل، ولم يُستكمل تنفيذه. وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً بعد توقيع الاتفاق، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ شباط/فبراير قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية اليها لاحقاً.