الخميس 25 يوليو 2019 13:26 م بتوقيت القدس
كشف علماء أن الاحتباس الحراري هو المسؤول عن انتشار الفطريات القاتلة في جميع أنحاء العالم كالنار في الهشيم.
ويعتقد العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة سمح بتطور candida auris، للعيش في درجات حرارة أعلى، ما يعني أنها قادرة على البقاء حية داخل أجسام البشر.
وغالبا ما تقاوم candida auris العديد من الأدوية، ما يجعلها تشكل تهديدا خطيرا لصحة الإنسان.
وحُددت الفطريات هذه في اليابان قبل عقد من الزمان، ولكنها ظهرت منذ ذلك الحين في بلدان أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وفنزويلا وكولومبيا وجنوب إفريقيا والهند، وكذلك إسبانيا والنرويج وألمانيا.
وكشفت التقارير في وقت سابق من العام، أن 260 شخصا على الأقل في جميع أنحاء المملكة المتحدة أصيبوا بالعدوى منذ عام 2012.
وبهذا الصدد، قام علماء في جامعة "جونز هوبكنز" في بالتيمور، ماريلاند، بالتحقيق في ظهور C.auris، واقترحوا أن الاحتباس الحراري هو المسؤول عن ذلك.
وقال الدكتور أرتورو كاساديفال: "الأمر غير المألوف في C.auris هو أنها ظهرت في 3 قارات مختلفة في الوقت نفسه. ويبدو أن شيئا ما حدث وأدى إلى ظهور الفطريات ونشرها الأمراض".
ومن المعروف أن درجات الحرارة القصوى تقتل الفطريات، وتتفاوت الحرارة اللازمة لتدميرها عبر سلالات مختلفة. وتزدهر معظم سلالات الكائنات الحية في درجات حرارة تتراوح بين 18 و22 درجة مئوية.
وتتراوح درجة حرارة جسم الإنسان بين 36 و38 درجة مئوية، وهي ساخنة بدرجة كافية لقتل أو على الأقل إبطاء الإصابة بالعديد من سلالات الفطريات. ولهذا السبب، تتأثر الزواحف والبرمائيات بالأمراض الفطرية أكثر من الثدييات.
ولكن درجات الحرارة المرتفعة تدريجيا في العالم من حولنا، يمكن أن توفر للكائنات وقتا للتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة.
وفي الدراسة، تمكنت C.auris من البقاء على قيد الحياة عند درجات حرارة أعلى مقارنة بالفطريات الأخرى المماثلة، ما يشير إلى تطورها.
وأضاف الدكتور كاساديفال: "ما تقترحه الدراسة، هو أن هذه هي بداية تكيف الفطريات مع ارتفاع درجات الحرارة، وسنواجه المزيد من المشكلات مع مرور الوقت. وسيؤدي الاحتباس الحراري إلى اختيار الأنساب الفطرية الأكثر تحملا حراريا، بحيث يمكنها اختراق منطقة التقييد الحراري للثدييات".
وأوضحت الدراسة أن ظهور C.auris يمكن أن يكون علامة تحذير على أن المزيد من الفطريات، التي نادرا ما تصيب البشر، ستتكيف مع الأمراض.
ووُصفت C.auris لأول مرة في عام 2009، بعد العثور عليها في قناة أذن امرأة يابانية تبلغ من العمر 70 عاما.
وفي عام 2011، أُبلغ عنها كسبب لعدوى في مجرى الدم في كوريا الجنوبية، وفي الولايات المتحدة، أُبلغ عن 587 حالة معظمها في نيويورك ونيوجيرسي وإلينوي.
وأدى ظهور الفطريات هذه إلى وضعها في قائمة "التهديدات العاجلة"، من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
وحذر الدكتور كاساديفال من أن السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم، بحاجة إلى تعزيز قدرتها على تتبع الالتهابات الفطرية بالطريقة نفسها المستخدمة لمراقبة البكتيريا والفيروسات.
ونُشرت الدراسة في مجلة mBio.