الجمعة 12 يوليو 2019 13:27 م بتوقيت القدس
الانطباع السائد لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هو أن الإيرانيين يتصرفون بحذر، وتشير تقديرات هذه الأجهزة إلى أن "طهران ستواصل المبادرة إلى احتكاك عسكري في الخليج، لكنها ستكون حذرة في الأمد القريب من تصعيد ليس بالإمكان السيطرة عليه أو التسبب بخسائر بشرية"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة.
واعتبرت الصحيفة أن إيران تشد الحبل بصورة مراقبة نسبيا، وتأمل بإعادة الأميركيين إلى المفاوضات بحيث يؤدي ذلك إلى تخفيف ضغوط العقوبات عليها. وتشير الصحيفة بذلك إلى استهداف سفن وناقلات نفط في الخليج في الأسابيع الأخيرة، وإسقاط الإيرانيين طائرة أميركية بدون طيار، ومحاولة إيقاف ناقلة نفط بريطانية في الخليج ردا على سيطرة بريطانيا على ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق، الأسبوع الماضي. ولفتت الصحيفة إلى أنه في جميع هذه الأحداث "لم تسقط شعرة من رأس أي جندي أو مواطن أميركي. ولا توجد في ذلك أية مصادفة".
وأوقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هجوما ضد إيران بعد إسقاط الطائرة بدون طيار، التي قال الإيرانيون أنها كانت في المجال الجوي الإيراني. وبعد ذلك شنت الولايات المتحدة هجوما إلكترونيا ضد إيران، لكن حجمه وتفاصيله ليست واضحة. وقالت الصحيفة في هذا السياق إنه "في إسرائيل ما زالوا لا يعرفون إذا كانت واشنطن قالت بذلك كلمتها الأخيرة. لكن من الواضح أن أي تصعيد آخر في الخليج بإمكانه أن يؤثر على الأحداث في مناطق أخرى أيضا، من سورية ولبنان وحتى اليمن وقطاع غزة".
وأضافت الصحيفة أن توجه ترامب، الذي يرتدع من شن الولايات المتحدة حروبا أخرى في المنطقة، "تثير شبهات في إسرائيل بأنه يسعى إلى ’اتفاق 2.0’، وعودة إلى المفاوضات التي في نهايتها تسوية نووية جديدة بشروط متشددة أكثر على الإيرانيين".
وتابعت الصحيفة أنه "في إسرائيل والولايات المتحدة يواجهون صعوبة في هذه الأثناء في تقدير إلى أي مدى إيران، المعنية باستئناف المفاوضات، ستلين في محادثات مستقبلية كهذه، أكثر مما وافقت على منحه لإدارة أوباما. والمتغير الوحيد هو الضغط الاقتصادي".
وفيما يلوح الإيرانيون برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20% بحلول أيلول/سبتمبر المقبل، "يأملون في إسرائيل أن هذه ستكون المرحلة التي تصحو فيها الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق – بريطانيا وفرنسا وألمانيا – وتقول للإيرانيين ’حتى هنا’".