الثلاثاء 02 يوليو 2019 21:53 م بتوقيت القدس
تتوالى انتقادات المحللين الفلسطينيين لصفقة القرن التي يطرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط .
وقال المحلل السياسي الدكتور احمد رفيق عوض ل بكرا ان ورشة البحرين الاقتصادية التي عقدت مؤخرا في المنامة ضن صفقة القرن كانت بمثابة مساومة على الحقوق الفلسطينية والالتفاف عليها من خلال تقديم رشاوى للالتفاف على محور الصراع وهو الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار الى ان الحديث في الورشة كان يدور على تحسين مستوى الحياة وكيف يتم الازدهار في ظل عدم وجود سيادة للفلسطينيين مؤكدا ان ما جرى حديث عن ازدهار اقتصادي دون الحديث عن حقوق للفلسطينيين.
وقال ان المطلوب فلسطينيا بعد ورشة البحرين هو تمتين البيت الفلسطيني وإعادة النظر في العلاقة مع المحتل وامريكا وتغيير قائمة الحلفاء ومغادرة سياسة الانتظار لأخذ زمام المبادرة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات ل بكرا واضح بعد فشل ورشة البحرين التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ان هذا الفشل الأمريكي سيدفع الإدارة الامريكية ليس من اجل إعادة تقييم لموافقها السابقة باتجاه ان تصبح اقل انحيازا الى جانب دولة الاحتلال او المشاركة في العدوان على شعبنا الفلسطيني بل ان هذه الإدارة الامريكية وما قام به السفير الأمريكي فريدمان والمبعوث الخاص للشرق الأوسط غرينبلات بفتح نفق ما يسمى طريق الحجاج في سلوان ستصعد باتجاه الفلسطينيين بتشديد العقوبات على الشعب الفلسطيني وقيادته في محاولة لتطويع هذا الشعب وقيادته للقبول بالحلول الامريكية المطروحة.
وأشار الى ان في ظل ما يجري في المنطقة من تطورات فان الضغوط الفلسطينية مع تصاعد الهبات الشعبية والجماهيرية وانسداد الأفق السياسي سيدفع باتجاه ان المأزق الذي تعيشه المنطقة يدفع باتجاه انفجارات على شكل حروب صغيرة موضحا ان الاحتلال لا يسلم بالمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وبالتالي هو يسعى لتدمير هذه المقاومة.
وقال د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في مقال انه لم يعد هناك حاجة لإنتظار ما سيعلنه فريق ترامب من تفاصيل، " صفقة القرن" فمعالمها صارت واضحة وضوح الشمس، بما طبق منها عمليا، وبما صدر من تصريحات رسمية عن فريقها، كوشنر وغرينبلات وفريدمان.
وبين البرغوثي ان معالم الصفقة تتلخص بما يلي دفن فكرة الدولة الفلسطينية وما يسمى "بحل الدولتين" وتشريع الإستيطان الإستعماري، وتسريعه و توسيعه، وهذا ما عناه غرينبلات عندما طالب الفلسطينيين بأن يغيروا إسم المستوطنات إلى " أحياء ومدن وتشريع ضم إسرائيل للضفة الغربية بدءً بمناطق المستعمرات وإنتهاء بكامل أجزائها. وتشريع ضم وتهويد القدس والجولان وإلغاء حق العودة وكافة حقوق اللاجئين وتدمير وكالة الغوث الدولية، ومحاولة توطينهم في الأردن ولبنان ومصر وإخضاع الفلسطينيين لنظام إحتلال إسرائيلي وأبارتهايد عنصري دائم، وتقطيع أوصال وطنهم وفصل غزة عن باقي فلسطين وتحويلها إلى مشكلة مصرية وفرض التطبيع المجاني بين الدول العربية وأسرائيل دون انهاء الإحتلال، ودون إقامة دولة فلسطين وإلغاء ما سمي " بالمبادرة العربية"
واردف قائلا أما ورشة البحرين الإقتصادية فلم تكن سوى مسرحية خداع سخيفة لإعادة تدوير ما يأتي للفلسطينيين من مساعدات وجعلها مشروطة بالتنازل عن حقوقهم الوطنية وعن أرضهم فلسطين وعن عاصمتهم القدس وعن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية. اما هدفها الثاني فكان فتح الباب للتطبيع العربي مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.