الاثنين 24 يونيو 2019 18:30 م بتوقيت القدس
كانت المسيرة الشعبية في الرباط المناهضة لخطة السلام الأميركية المعروفة بـ”صفقة القرن” وورشة المنامة مناسبة لإظهار مغاربة غضبهم من طريقة وفاة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، ووصف متظاهرون الرئيس الراحل بـ”الشهيد البطل”.
ورفع المتظاهرون خلال المسيرة صورا للرئيس الراحل محمد مرسي وبعض الأقوال المأثورة عنه، مثل “لا تقتلوا أسود بلادكم فتأكلكم كلاب أعدائكم”، و”منعوا إدخال المصحف إلى زنزانتي ونسوا أني أحفظه منذ ثلاثين سنة، كنت أريد أن ألمسه لا أكثر”.
وردد متظاهرون خلال المسيرة شعار “لا إله إلا الله والسيسي عدو الله، لا إله إلا الله، مرسي حبيب الله”، واعتبروا أن التحرر من الأنظمة الاستبدادية الطاغية هو الطريق لتحرير القدس وفلسطين.
وخلفت وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي يوم 17 يونيو/حزيران الجاري صدمة وغضبا لدى أوساط حقوقية ومدنية في المغرب، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر، إذ اعتبر ناشطون أن الوفاة نتيجة الإهمال الطبي، وأن ظروف سجنه كانت “تمهيدا لقتله ببطء”.
وقارن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ظروف محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك -الذي حكم مصر لثلاثين سنة- واتسمت بعناية صحية فائقة، حيث قضى فترة محاكمته في المستشفى العسكري، في حين اتسمت ظروف احتجاز ومحاكمة الرئيس محمد مرسي -وهو أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر واستمر رئيسا لمدة سنة- بالتضييق والإهمال الصحي وحرمانه من المحاكمة العادلة.
نعي حقوقي وإسلامي
ونعت حركات إسلامية وحقوقيون الرئيس الراحل محمد مرسي، فقالت حركة التوحيد والإصلاح -في بيان- إن الأمة الإسلامية فقدت واحدا من خيرة أبنائها البررة وهو يدافع عن العدل والشرعية ويناهض الظلم والاستبداد.
أما جماعة العدل والإحسان فقالت إن مرسي توفي بعدما تعرض لحملة ممنهجة من القتل البطيء نتيجة الإهمال الطبي والغذائي.
بدورها، نعت شخصيات حقوقية وسياسية مغربية من مختلف المشارب الراحل محمد مرسي، وحملت النظام المصري مسؤولية وفاته.
ونعى نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي بالمغرب الرئيس الراحل، وعبر في تصريح لموقع حزبه عن حزنه الشديد على هذه الوفاة المفاجئة، داعيا للفقيد الكبير بالمغفرة والرضوان، ولأهله ومعارفه بالتعازي الحارة في هذا المصاب الأليم.
من جهته، اعتبر الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي حسن أوريد ما حدث للرئيس المصري المعزول “أكثر من وفاة”.
وكتب أوريد في تدوينة على حسابه في فيسبوك “توفي المرحوم محمد مرسي وهو يمثل أمام المحكمة بعد سلسلة من المحاكمات والإجراءات التعسفية التي لم تراعِ وضعه كرئيس سابق انتخب بطريقة ديمقراطية، ولم تراعَ فيه الضمانات والحقوق التي تمنح لأي سجين”.
وأضاف “الاختلاف في الرأي والتوجه السياسي لا يقوم حجة على تجريد الخصم من وضعه الإنساني، ولذلك فما وقع بحق المرحوم محمد مرسي من اعتقال وظروفه ومحاكمة يتعارض مع ما تواتر من تنظيمات ومقتضيات دولية”.
أما الناشطة الحقوقية واليسارية المغربية خديجة الرياضي فقالت إن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي “تعرض لظلم كبير، بدءا باعتقاله ومحاكمته الصورية”.
وأكدت الرياضي في تصريح إعلامي أن “ظروف وفاته تتطلب تحقيقا بسبب الإهمال الذي تعرض له والتعذيب النفسي الذي مورس عليه خلال اعتقاله”.
وطالب منتدى الكرامة لحقوق الإنسان السلطات المصرية بفتح تحقيق مستقل نزيه وشفاف في ظروف وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي.