الاحد 23 يونيو 2019 18:01 م بتوقيت القدس
أعلن وزير الاتصالات الإسرائيلي، أيوب القرا، اليوم الأحد، عن إزالة ترشيحه لمنصب السفير الإسرائيلي في مصر، وذلك إثر رفض مجموعة كبيرة من الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الإسرائيلية ترشيح القرا للمنصب، ومطالبتهم بتعيين الدبلوسية أميرة أورون.
وجاء إعلان القرا من خلال حسابه في "تويتر"، حيث كتب أن "التهجمات والقذف ضدي، والذي لا أستحقه، والمماطلات بسبب ألعاب سياسية من أجل المس بي شخصيا دفعوني إلى إنهاء هذه القصة من ناحيتي". ويذكر أن القرا، كعضو كنيست ووزير عن حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، تبنى طوال الوقت المواقف السياسية لليمين والمستوطنين المتطرفين، وهو معاد للفلسطينيين خصوصا والعرب عموما، وبرز ذلك أخيرا في دفاعه عن "قانون القومية" العنصري ضد الفلسطينيين وضد أبناء طائفته العربية الدرزية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن احتمال تعيين القرا سفيرا في القاهرة أثارت ضجة كبيرة في وزارة الخارجية الإسرائيلية. وطالب موظفو الوزارة وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، بالعمل ضد قرار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بدراسة تعيين القرا في المنصب. كذلك طالب الموظفون كاتس بالدفاع عن قرار لجنة التعيينات المهنية في الوزارة بتعيين أورون سفيرة في القاهرة.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن أورون هي دبلوماسية قديمة، ومستشرقة وتتحدث اللغة العربية، وبين المناصب التي تولتها في وزارة الخارجية، منصب رئيسة دائرة مصر، والمسؤولة عن السفارة الإسرائيلية في تركيا.
وقالت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية إنه "بسبب اعتبارات سياسية حزبية" درس نتنياهو إمكانية إلغاء اختيار أورون لتولي منصب السفيرة الإسرائيلية في القاهرة وتعيين القرا بدلا منها، "رغم أنه تسبب بسلسلة حوادث دبلوماسية محرجة". وتحدثت تقاريرعن أن القرا عزم على التخلي عن حاشيته خلال زيارة إلى دبي إثر توقيفه في المطار. وقالت تقارير أخرى إن القرا تسبب بأزمة بين إسرائيل وإيطاليا بعدما كشف عن فضيحة أمنية كانت إسرائيل ضالعة فيها.
وأشار موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني إلى أن منصب السفير الإسرائيلي في مصر هو منصب حساس جدا، لعدة أسباب بينها العلاقات الأمنية المعقدة والسرية بين الدولتين. وغضب المسؤولون في وزارة الخارجية بسبب النية بتعيين شخص وقع في سقطات عديدة في المستوى الدبلوماسي، "وتفضيله على دبلوماسية مهنية وذات خبرة"، في إشارة إلى أورون.
وأضافت الصحيفة أن الموظفين خشيوا من التحدث في الموضوع علنا بسبب تراجع مكانة وزارة الخارجية خلال ولاية حكومات نتنياهو، "وتحسبا من الانتقام منهم". رغم ذلك، تحدث قسم من الموظفين في الوزارة إلى وسائل إعلام، وطلبوا عدم ذكر هويتهم، لدى قولهم إن تعيين القرا سفيرا يشكل "صفعة" لعملهم.
كذلك دعت مجموعة من الدبلوماسيين الإسرائيليين المتقاعدين نتنياهو، بداية الشهر الحالي، إلى إقرار تعيين أورون في المنصب بأسرع وقت ممكن.