دخل أعضاء الكونغرس الأمريكي على خط الحرب مع إيران بتصريحات من الديمقراطيين تحذر منها وتدعو لخفض التصعيد، وأخرى للجمهوريين تنادي برد محسوب، وذلك عقب إسقاط إيران لطائرة استطلاع أمريكية قالت أنها انتهكت مجالها الجوي.
ودعت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، الولايات المتحدة إلى خفض التصعيد مع إيران بعد أن حضر كبار أعضاء الكونغرس إفادة في البيت الأبيض بشأن إسقاط طهران لطائرة أميركية مسيرة.
وقالت بيلوسي، وهي أكبر ديمقراطية في الكونغرس في بيان: "من المهم أن نبقى على تواصل كامل مع حلفائنا وأن نقر بأننا لا نتعامل مع خصم مسؤول وأن نفعل كل ما بوسعنا لخفض التصعيد".
وأضافت "هذا موقف خطير وشديد التوتر يتطلب نهجا قويا وذكيا واستراتيجيا وليس متهورا".
من جانبه، عبر زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ، تشاك شومر، عن قلقه من أن "ينجر" الرئيس دونالد ترامب إلى حرب مع إيران وقال إن ثمة حاجة لبدء نقاش مفتوح ولقرار من الكونغرس بشأن التمويل قبل الشروع في أي عملية عسكرية.
وقال شومر: "الرئيس ربما لا يعتزم الذهاب إلى حرب لكننا قلقون من أن ينجر هو والإدارة إلى حرب".
وفي السياق، أكد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ أن إدارة ترامب تقوم بردود محسوبة تجاه إيران
وفي وقت سابق، قلل ترامب من شأن إسقاط الطائرة المسيرة، وقال إنه يشتبه في أنها أسقطت بالخطأ مشيرا إلى أن "الأمر كان سيختلف كثيرا" بالنسبة له لو كانت الطائرة مأهولة.
وبدا من التصريحات أن ترامب لا يتطلع لتصعيد أحدث واقعة مع إيران لكنه حذر قائلا: "هذه البلاد لن تقبل ذلك".
وقالت طهران إن طائرة مراقبة مسيرة من طراز غلوبال هوك كانت في مهمة تجسس فوق أراضيها، لكن واشنطن قالت إن الطائرة أسقطت فوق المياه الدولية.
وقال ترامب الصحفيين في البيت الأبيض: "أعتقد أن إيران ارتكبت خطأ على الأرجح. أتصور أن جنرالا أو شخصا ما ارتكب خطأ بإسقاط تلك الطائرة".
وأضاف لدى لقائه مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في المكتب البيضاوي "لم يكن هناك شخص على متن تلك الطائرة المسيرة. كان الأمر سيختلف كثيرا... كان سيختلف كثيرا جدا جدا" إذا كانت مأهولة.
وقالت الولايات المتحدة إن الطائرة استُهدفت في المجال الجوي الدولي في هجوم "غير مبرر".
والواقعة هي الأحدث في سلسلة وقائع شهدتها منطقة الخليج، التي تعد شريانا مهما لإمدادات النفط العالمية، منذ منتصف مايو بما في ذلك هجمات بمتفجرات استهدفت 6 ناقلات نفط، بينما تنزلق طهران وواشنطن نحو المواجهة، ولم يتضح بعد كيف يمكن أن ترد الولايات المتحدة على الأمر.