الاحد 16 يونيو 2019 12:30 م بتوقيت القدس
"الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة يؤدي إلى تطرف السكان الفلسطينيين، واستمرار دعمهم لحركة حماس، وحتى إلى تصاعد العنف في المنطقة". هذا ما يتضح من استطلاع رأي شمل إسرائيليين وفلسطينيين، أعده المعهد الأكاديمي للإصلاحات الهيكلية بجامعة تل أبيب وينشر لأول مرة في موقع "العرب" وصحيفة "كل العرب".
الاستطلاع الأول من نوعه أجري عبر الإنترنت بواسطة "Panel Project"، على 608 من المستطلعة آرائهم من اليهود والعرب. وقد فحص الاستطلاع مواقف الجمهور الإسرائيلي من الوضع الاقتصادي في غزة وصلته بالعنف الإقليمي، ونجاعة سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، والحل المحتمل للوضع الاقتصادي والأزمة الإنسانية في القطاع.
وفقًا للنتائج، يعتقد 80٪ من المستطلعين أنّ الوضع الاقتصادي في غزة صعب أو صعب للغاية، حيث يقول 60٪ منهم بأن "الفقر والبطالة والضائقة الاقتصادية تؤدي إلى التطرف والإرهاب، بينما أجاب 61٪ بأن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة مرتبط مباشرة بالأزمة الأمنية بين حماس وإسرائيل"، حسب الاستطلاع.
ردًا على سؤال حول مساهمة الحصار الإسرائيلي على الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة، قال معظم المستطلعة آرائهم (44٪) أنه إلى حد كبير إلى كبير جدا، و-20٪ أجابوا إلى حد متوسط، في حين قال 26٪ إنّ الحصار لا يؤثر على الإطلاق على الوضع الاقتصادي.
نحو 65% من اليهود يعفون إسرائيل من المسؤولية
أما بالنسبة للمسؤولية عن الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة، فيميل الجمهور اليهودي بشكل لا لبس فيه إلى إعفاء إسرائيل من المسؤولية: 65٪ يرون أن حركة حماس – التي تسيطر على قطاع غزة - هي المسؤولة الرئيسية عن الأزمة، و-7٪ يوجهون اللوم على السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني أبو مازن، فيما يوجه 4٪ فقط اللوم على إسرائيل بالنسبة للوضع الصعب في القطاع.
ويظهر الاستطلاع أيضًا أنّ 51٪ من الإسرائيليين يعتقدون أنه ينبغي على إسرائيل أن تهتم بالوضع الاقتصادي والإنساني في قطاع غزة، لكن عندما يتعلق الأمر باتخاذ خطوات عملية من جانب الحكومة الإسرائيلية لتحسين الوضع، فإن الجمهور الإسرائيلي لا يسارع في الدعم، حيث يفضل أن يقوم رجال أعمال من القطاع الخاص أو الدول الأخرى بذلك وحتى أنه يبرر استمرار سياسة الحصار الإسرائيلي.
وفقًا للمسح فأنّ 29٪ يعتقدون أنه يجب على إسرائيل المساعدة في إعادة التأهيل، لكن فقط إذا قامت دول أخرى بقيادة تأهيل القطاع، فيما يرفض 25٪ مشاركة إسرائيل في إعادة تأهيل قطاع غزة، لكنهم لا يعارضون ذلك إذا كانت هناك دول أخرى تقوم بذلك؛ ويعارض 23٪ تقديم أي مساعدة طالما لا يوجد اتفاق سياسي و-11٪ يقولون إنّ على إسرائيل أن تقوم بنفسها بإعادة تأهيل قطاع غزة.
نصف اليهود يؤيدون تجنيد المليارات من الدول العربية لـ"خطة القرن"
ويؤيد 49% من اليهود تجنيد المليارات من الدول العربية في إطار تنفيذ "خطة القرن" التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما يدعم 45% التعاون بين رجال الأعمال الإسرائيليين والفلسطينيين، مما سيوفر فرص عمل والتبادل التجاري بين الطرفين.
رداً على سؤال إلى أي مدى توافق أو تعارض المقولة بأنّ جهاز الأمن الإسرائيلي يؤيد تخفيف الحصار عن قطاع غزة والتنمية الاقتصادية للقطاع، 30٪ من الإسرائيليين يؤيدون هذه المقولة، و-26٪ يعارضونها فيما رفض 18٪ إبداء رأيهم في الأمر.
وفيما يتعلق برفع الحصار عن قطاع غزة، عارض 30٪ من الإسرائيليين هذه الخطوة، و-28٪ يؤيدونها و-21٪ يقولون إنّهم ليس لديهم رأي حازم في هذا الشأن.
وفقًا لنتائج الاستطلاع، فإن 25% سيؤيدون رفع الحصار فقط إذا تم الإطاحة بنظام حكم حماس، و-21٪ سيؤيدون رفع الحصار في حالة التوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأمد أو إذا كان هناك تواجد دولي، بما في ذلك سيطرة أمريكية على قطاع غزة.
"سياسة إسرائيل في القطاع أدت إلى تقوية الدعم لحماس"
البحث الثاني يتم حاليا بواسطة الدكتور سامي ميعاري وعميت ليفينتال، الباحثان المساعدان في معهد الإصلاح الهيكلي بجامعة تل أبيب، حول تأثير السياسة الإسرائيلية في قطاع غزة - بما في ذلك الحصار والمواجهات العسكرية - على الدعم الفلسطيني للفصائل المسلحة ومعارضة حل الدولتين مثل حماس، مقابل دعم الفصائل المعتدلة التي تدعم الحل السياسي، مثل فتح ، من خلال مقارنة الاختلافات في الرأي العام بين الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة قبل وبعد بداية الحصار.
وتشير النتائج الأولية، التي ينشرها موقع "العرب" لأول مرة، إلى أن إمكانية دعم أحد سكان قطاع غزة، خلال الحصار، للفصائل المسلحة بدل الفصائل المعتدلة تزيد بنسبة 1.35 مرة عن إمكانية قيام أحد سكان الضفة الغربية بذلك في نفس الفترة.
الاستنتاج المؤقت للدراسة هو أنّ سياسة إسرائيل في القطاع أدت إلى تقوية الدعم لحركة حماس. لذلك، يرى الباحثان، أنه "حل النزاع وإعادة تأهيل قطاع غزة يجب أن تشمل تغييرات سياسية، وإزالة القيود المفروضة على حركة الأشخاص والسلع، وكذلك إعادة تأهيل المؤسسات العامة والسياسية".
وعلق باروخ غورفيتز، مدير معهد الإصلاح الهيكلي، على نتائج الاستطلاع قائلا: "على الرغم من المخاوف الأمنية، يدرك الجمهور الإسرائيلي أن الضائقة الاقتصادية تؤدي إلى عنف سياسي - وأنه من مصلحة إسرائيل الأساسية إيجاد حل".
ويختم قائلا: "الضائقة في غزة تزيد من فرص دعم سكان القطاع للمنظمات المتطرفة - وهذه رسالة مدوية لكل شخص يعتقد أن دفع قطاع غزة إلى حافة الهاوية سيؤدي في النهاية إلى إسقاط حركة حماس. الأبحاث تؤكد أن حماس ستحظى بدعم جماهيري في القطاع فيما إذا استمرت سياسة الحصار الحالية".