على الرغم من إفراج السلطات المصرية عن مئات المعتقلين السياسيين في الآونة الأخيرة، بعضهم أفرج عنهم قبل عيد الفطر المبارك بأيام، إلا أن آلاف المعتقلين لا يزالون خلف القضبان.
وكانت آخر مجموعة أفرج عنها في 31 أيار/ مايو الفائت، عندما شملت الإفراج بالعفو عن 85 من نزلاء السجون والإفراج الشرطي عن 266 سجينا.
60 ألف معتقل ويزيد
ومنذ تولي قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، مقاليد الحكم في حزيران/ يونيو 2014، صدرت قوائم عفو رئاسي شملت نحو 9 آلاف مسجون، وفق بعض التقارير الإعلامية.
إلا أن تقديرات منظمة “هيومن ريتس ووتش” ومنظمات حقوقية أخرى، تشير إلى أن عدد المعتقلين والسجناء لأسباب سياسية في مصر يزيد عن 60 ألف شخص.
وأعرب عدد من ذوي المعتقلين، في تصريحات صحفية عن قلقهم البالغ بشأن استمرار حبس ذويهم، مع تزايد التقارير الحقوقية عن حجم الانتهكات المتصاعدة في السجون المصرية.
أسرة معتقل أبكم وأصم
ومن بين أهالي آلاف المعتقلين، دعت عائلة المعتقل محمد شعيب (أصم وأبكم) المحبوس على ذمة قضية “كتائب حلوان”، إلى الإفراج عنه، وهو متزوج ويعول 6 أبناء، ولا يوجد عائل لهم غيره بعد وفاة شقيقه قبل أكثر من عامين.
والمتهمون في القضية هم 215 شخصا من بينهم 127 محبوسا على رأسهم القيادي الإخواني محمد وهدان عضو مكتب الإرشاد، وتضم لائحة الاتهام تشكيل مجموعات مسلحة لتنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد وضباط الشرطة ومنشآتها وتخريب الأملاك والمنشآت العامة.
وقالت أسرته في حديث صحفي: “والدنا ( 50 عاما) محبوس على ذمة القضية منذ خمس سنوات، ولم يصدر حكم بحقه حتى الآن، على الرغم من أنه أصم وأبكم، وبحاجة إلى رعاية خاصة، واعتقلته قوات الأمن من منزله فجرا، ولم يرتكب أي جرم ضد أحد”.
وأضافت أنه “يعمل نجارا، وأسرته مكونة من 6 أبناء، وهو العائل الوحيد لها، وغيابه منذ ذلك الوقت له أثر بالغ على جميع أفراد الأسرة”، مشيرة إلى قلقهم الشديد بشأن وضعه؛ لأنه “لا يجد من يفهم عليه لتلبية حاجاته التي كنا نوفرها له”.
ووصفت شعورهم قبل العيد “بالوحدة والأسى على غياب الوالد، ولم نعرف الفرحة منذ حبسه للعيد العاشر على التوالي، فنحن نشعر بالفراغ الدائم، والأنكى من ذلك أنه لا يسمح لنا بزيارته، وله أطفال صغار لم يروه حتى الآن منذ سنوات”.
وتابعت الأسرة أن الأمن “منعنا من زيارته منذ عام ونصف العام، ولكن تمكنا من رؤيته مرة واحدة فقط بعد الحصول على تصريح من النيابة منذ عام”.
ووجهت الأسرة رسالة إلى السلطات قائلة: “ندعوها إلى الإفراج عن الوالد، وعن كل المظلومين داخل السجون، وأن يتركوه بين أبنائه، أصغرهم طفل في الخامسة من عمره، وكفى حرمانا وعذابا ولا يوجد ما يبرر حبسه، وإلا لماذا لم يصدر بحقه أي حكم حتى الآن؟”.
“انتظار بطعم المرار”
وأعربت أسرة المعتقل الفتى كريم حميدة علي حميدة، مواليد 12/11/1998، المحكوم عليه بالإعدام من بين سبعة متهمين آخرين في 6 نيسان/ أبريل الماضي في قضية الهجوم على فندق الأهرامات الثلاثة، التي تعود أحداثها إلى عام 2016، عن حزنها الشديد لغياب نجلهم البكر.
وقالت في تصريحات صحفية: “كل أفراد الأسرة متأثرة بغيابه، ونخشى في كل يوم تنفيذ حكم الإعدام به، وهو أكبر أفراد الأسرة والمعين لها، ولا يمكن وصف شعور والدته وإخوته الذين يعيشون الخوف والرعب في كل دقيقة وساعة ويوم منذ صدور الحكم بحقه”.
وتضيف أسرته: “في كل يوم ننتظر خروجه، وخروج كل مظلوم من ظلام الحبس والعودة إلى منازلهم، وحضن أسرهم الذين اشتاقوا لهم، فلا الأيام أيام ولا الأعياد أعياد بدونه”.
وناشدت السلطات: “النظر بعين الرحمة والرأفة والعدل إلى مستقبل آلاف الشباب، وعدم الاعتداد بكل الأكاذيب والتهم الملفقة لنجلنا، فكلها تهم سياسية، ولا نريد خروج جيل يحمل أي كره تجاه بلده جراء سنوات الحبس والظلم في السجون، وأن يكونوا أفرادا إيجابيين وسط مجتمعهم”.