الجمعة 24 مايو 2019 18:18 م بتوقيت القدس
من نحن ؟ من نكون ؟
فوضى إجتاحت مجتمعنا العربي حتى أصبحنا لا نعرف من نكون , لا نفهم بعضنا البعض , ولا نعتز بماضينا.
الحنجرة مُفَلْترة لحروف القلب والعقل والضمير , ورجفة الأيادي دليل على بكاء صامت وأنين.
لقد جفت واضمحلت أخلاقنا , لا نريد أن نتغير , بل نزداد عداوة وكراهية , ونمشي وراء قساوة قلوبنا , نبحث عن الجريمة القادمة ونتناسى.
نعيش في غابة سوداء فيها تخويف وتسويف , بوابتها يسيطر عليها أشباح الإنس يسعون جاهدين لإقتناص الأمل, وهذا هو واقعنا المر والأليم.
ضاع الرشد منّا وكأننا عن هذا العصر غياب , لقد ذهبت أخلاقنا ولم نَعُد أهلا" للفضائل والكرم.
لقد طغينا , ونلعن الزمان وما حلَّ بنا من مصائب صُنع أيادينا, ولا طريقة للعتاب , لأن همنا الوحيد أن ننجو بأنفسنا ولو كان على هموم وويلات الأخلاء وما يعانونه من مصائب بلا حول ولا قوة.
من أين جاء هؤلاء القتلة ؟ أبناء جلدتنا ويتحدثون بلغتنا , مسخرون للدمار موقنون أنهم أبطال .
جرائم تهز المجتمع تصدرت أول خبر عاجل , أنباء متتالية تثير الهلع والخوف والصدمة المدمرة وتبدأ الأمور بالتعقيد لها بداية دون نهاية.
أخلاقنا طمستها خفافيش الليل وعقارب النهار , دماء الأبرياء تبكي بالطرقات خجلا" , الأخضر ذبل , العويل في كل مكان , الأم تبكي والأب حزين والزوجة في غيبوبة , وشاخت الأطفال , وانْتُزِعَتْ طفولتهم , لا مرح ولا فرح , والمولود الجديد ينادي لماذا قطفتم زهرة الحياة؟ .
ما أقساها من أيام فيها يعلو صوت الرصاص كآلة موسيقية بيد المائسترو الشيطان ونحن له قرناء.
هذه أمراض شائعة كالطاعون والشفاء منه عسير.... وهؤلاء البشر نوع فاسد , عزلهم والإبتعاد عنهم هو الأفضل, ولا سلام ولا كلام معهم , وفي مشافي العقل مكانهم , لأن شعبنا بحاجة لبيئة نظيفة , وعقابهم يجب أن يكون شديد, لعل جيلا" صالحا" يأتي بعدهم , لنصبح أمة تتربى على التسامح , لأن حق العيش بكرامة واجب لكل نفس .
فكل ما نرجوه من أمتنا أن نُصلح ما أفسدناه لنهذب الأخلاق, ومن لا إحترام لغيره لا إحترام له.
هذا حالنا لا يخفى على أحد.
كفىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى.