أمرت وزارة الخارجية الأميركية موظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين في العراق بالمغادرة، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الأميركي مخاوفه من تهديدات وشيكة لقواته في العراق.
ووفقا لبيان صادر عن السفارة الأميركية في بغداد اليوم الأربعاء، فقد أمرت الخارجية الأميركية الموظفين غير الضروريين بمغادرة العراق "بوسائل النقل التجارية في أسرع وقت ممكن".
وأضاف البيان أنه تقرر تعليق خدمات التأشيرات العادية في كل من السفارة الأميركية في بغداد والقنصلية الأميركية في أربيل مؤقتا، مشيرا إلى أن "الحكومة الأميركية لديها قدرة محدودة على تقديم الخدمات الطارئة للمواطنين الأميركيين في العراق".
ويأتي هذا بعدما أعرب الجيش الأميركي -أمس الثلاثاء- عن مخاوفه من تهديدات وشيكة لقواته في العراق من قبل قوات مدعومة من إيران، في ظل توتر متصاعد في المنطقة، بعدما شددت واشنطن مواقفها تجاه طهران. وقال الجيش إن قواته في العراق أصبحت الآن في حالة تأهب قصوى.
وقد حذرت الولايات المتحدة يوم الأحد مواطنيها من السفر إلى العراق بسبب ما وصفته بالتوترات المتصاعدة هناك، وطالبت مواطنيها الموجودين داخل العراق بتوخي الحيطة والحذر وتفادي التجمعات العامة.
وقال المسؤول السابق بالخارجية الأميركية جيف ستيسي إن سبب التحذير هو إدراك واشنطن للمخاطر التي قد يواجهها مواطنوها في حال اندلعت حرب ضد إيران التي تتمتع بنفوذ واسع في العراق، على حد قوله.
من ناحية أخرى، قال قائد بريطاني في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال فلول تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، إنه لا توجد زيادة في التهديد الذي تشكله الفصائل المسلحة التي تساندها إيران.
وتناقضت تصريحات اللواء البريطاني كريس جيكا -الذي يتولى منصب نائب قائد قوات التحالف للتخطيط الإستراتيجي والمعلومات- فيما يبدو مع التحذيرات الشديدة الصادرة من واشنطن، وعقب تصريحاته قدمت القيادة المركزية الأميركية بيانا توضيحيا.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي بيل أوربان إن "التعليقات الأخيرة لنائب قائد (التحالف) تتعارض مع التهديدات الموثوقة المحددة المتاحة لأجهزة المخابرات من الولايات المتحدة والحلفاء فيما يتعلق بالقوات المدعومة من إيران في المنطقة".