القدس

القدس

الفجر

04:29

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:16

العشاء

20:45

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

04:29

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:16

العشاء

20:45

نقبل المنافسة في ميدان الخير فقط - بقلم: عبد الإله وليد معلواني

الجمعة 10 مايو 2019 13:45 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:29

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:16

العشاء

20:45

هناك ميدانان للتنافس متناقضان لا يلتقيان، هناك التنافس بين ميدان القول لأجل القول، والثرثرة لأجل الثرثرة، ونحت الشعارات لأجل الشعارات هذا من جهة، وبين ميدان العمل والعطاء وما يستتبعه من إغاثة الملهوف وكفالة اليتيم واعمار المقدسات وَحَمْل الكلِّ والإعانة على نوائب الدهر من جهة أخرى، أما الميدان الأول وهو ميدان القول لأجل القول وما يدور في فلكه فهو ميدان لا نعرفه، ولا نرضى أن نكون من أهله، ولا نتجرأ أن ننافس فيه غيرنا، ولو دخلناه على حين غفلة ونافسنا فيه غيرنا، لخسرنا فيه ورفعنا الراية البيضاء واعترفنا بالهزيمة، وأما ميدان العمل وما يدور في فلكه فهو الميدان الذي نعرفه، والذي دخلناه ولن نخرج منه، والذي نرضى أن ننافس فيه غيرنا على قاعدة: ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، وهو ميدان واسع لا حدود له نحتاج فيه أن ننصر كل قضايانا على اختلاف عناوينها: الأرض والإنسان والبيت والمقدسات والأسرى والقدس والمسجد الأقصى والصحة والتعليم والأسر المستورة والأيتام والمرأة والطفولة والشباب وأمن المجتمع والنهضة الاقتصادية والتواصل الراشد المتين الفلسطيني والعربي والإسلامي وملف حق العودة والنقب والمدن الساحلية، ففي هذا الميدان نحسن أن نغدو ونروح وننافس وننجز بلا كلل ونضحي بلا ملل، ولنا في كل عنوان من هذه العناوين السابقة السامقة الراسخة اللامعة ما يشهد لنا، ولعلي سأتناول كل عنوان منها على حدة وبالتفصيل في مقالة مستقلة في الأيام القادمة بإذن الله تعالى، ليس بدافع المفاخرة والمنّ ومدح الذات، بل بدافع إحقاق الحق وإظهار فضل أهل الفضل والرد على كل هُمزة لُمزة، يظن أنه ببعض الأكاذيب وبعض الإشاعات، وعلى قاعدة: (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) سينجح بشطب عطاء عقود طويلة لأبناء المشروع الإسلامي!! ثم هناك ميدان التنافس بين ميدان القول القبيح والكلام البذيء واستباحة الشتيمة وسوقية السباب وإسترخاص التجريح ورخص الاتهام والجرأة على التخوين وإشاعة السخرية وإتقان الاستهزاء هذا من جهة، وبين ميدان القول اللين وصدق النصيحة وأدب النقد وطهارة الكلمات ونقاوة التعابير وحفظ الحرمات ونبذ عنف اللسان إلى جانب نبذ عنف اليد من جهة أخرى، أما الميدان الأول وهو ميدان القول القبيح والكلام البذيء فلا نعرفه، وننبذه ولا نقرّه، وقد حرّمناه على أنفسنا منذ أن أنعم الله تعالى علينا بالمشروع الإسلامي، ولا يمكن لأنفسنا أن تسول لنا الاقتراب منه ولا الميل إليه ولا الهمَّ به وحاشا لله تعالى أن نرضى لأنفسنا أن ننافس فيه غيرنا، وحاشا لله تعالى أن نسمح لأحد أن يستدرجنا إليه، ولو حاول أحدهم ألف مرة كيما يستدرجنا إليه بواسطة شن هجومه الفظ الوحشي الظالم علينا، لظل جوابنا له ولكل أترابه واحد لا يتغير: سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين!! ونعترف سلفا أننا لا نجرأ أن ننافس غيرنا في هذا الميدان الكريه، ولو خدعتنا نفوسنا ذات يوم وولجنا فيه لهَزَمَنا غيرُنا شر هزيمة، ولتفوق علينا تفوقا صارخا، ولطرحنا أرضا بالضربة القاضية، لأننا ما كنا يوما لعّانين ولا شتامين ولن نكون، وما كنا يوما غلاظ الأكباد وقساة القلوب ومسمومي الألسن ولن نكون، وما كنا يوما سليطي التجريح والغيبة والنميمة ولن نكون، وما كنا يوما عُشّاق قيل وقال وتهكم دنيء ورجم بالغيب ولن نكون، وما كنا يوما من أتباع الظن ومروجي مخدرات الوعود وأفيون الشعارات واستنساخ المكاء والتصدية ولن نكون!! وأما ميدان القول اللين وصدق النصيحة وأدب النقد فهو مادة خطابنا وزاد ألسنتنا وحشو قلوبنا وخزينة صدورنا ونبض أكبادنا وزينة أقلامنا وروح إعلامنا، وكم كنا ولا زلنا نصر أن نكون في هذا الميدان كالنحلة التي لا تهبط إلا على زهرة وليس على شوكة أو عذرة أو زبالة، وإذا لا مست الزهرة لامستها برفق، وإذا غادرتها غادرتها بشوق، وإذا أخرجت من بطنها لا تخرج إلا عسلا، فاسألوا منابر المساجد التي خطبنا من عليها عقودا، واسألوا صلوات الجمعة وصلوات العيد ومهرجاناتنا الدينية والسياسية والاجتماعية والتربوية والفكرية والأدبية، واسألوا تراثنا الإعلامي وصحفنا ومؤلفاتنا ودواوين شعرنا وأشرطة نشيدنا؟! ما صدر عنها كلها إلا كل كلمه تسر السامعين، وتبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق، وتحق الحق وتكشف الباطل، وتدعو للطائع بالثبات وللمذنب بالتوبة، وتمسح على رأس المتعثر، وتقل عثرة الكرام، وتلتمس العذر للكثير ممن ظلمنا، وتنبه الغافل، وتوقظ النائم، وتترفع عن قول السفيه!! ولذلك فنحن لا زلنا في هذا الميدان اليوم كما كنا بالأمس، ولا يمكن أن نغادره ما دمنا في هذه الدنيا، وسنبقى ننادي غيرنا بحب وأدب: من ينافسنا في هذا الميدان جزاه الله خيرا!! لأننا فقط في هذا الميدان نقبل المنافسة، ونسعى ألا يتفوق علينا فيه أحد!! وإن قال أحد أهلنا- جادا أو مداعبا-: أنا أتحداكم في هذا الميدان!! فنقول له: نقبل بهذا التحدي، ونفرح لهذا التحدي، ونجدد فيه العهد مع القول اللين وصدق النصيحة وأدب النقد حتى تبقى فينا كزيتونة لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار!! ثم هناك التنافس بين ميدان الخلق القبيح والسلوك السيء والتزين بالكبر والتحلي بالغرور والفسوق والعصيان من جهة، وبين ميدان الخلق العظيم والأدب الكريم وحسن المعاملة وطيب المعاشرة وطهر الباطن وجمال الظاهر من جهة اخرى، أما الميدان الأول وهو ميدان الخلق القبيح وتوابعه فميدان خبيث نحن بريئون منه حتى قيام الساعة، ولا يمكن لنا أن نجاري فيه كائنا من كان، ونحن نعترف سلفا أننا عاجزون أن ننافس فيه أحدا، وأما الميدان الثاني وهو ميدان الخلق العظيم، فهو طعامنا وشرابنا ولباسنا وهو مستراحنا ومتنفسنا وغايتنا ورايتنا، ونحن فيه أتباع خلف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه الله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم)!! وما أروع التنافس في هذا الميدان!! ثم هناك التنافس بين ميدان الولاء للشياطين وأتباع الشيطان وما أكثرهم وهم كل ظالم، وكل خائن لله ولرسول الله وللمؤمنين، وكل مستبد في شعبه ومتاجر بالأمه وراقص على جراحه، وكل ناعق بالباطل وداعية إلى المنكر من جهة، وبين ميدان الولاء لله ولرسول الله والمؤمنين، ثم الولاء للأرض والبيت والمقدسات والأوقاف وحق عودة اللاجئين والمهجرين، ثم الولاء لحق كل مظلوم بهدف نصرته.
أما الميدان الأول وهو ميدان الولاء للشيطان وجنده فهو ميدان لعين ملعون نعوذ بالله تعالى منه ومن كل أتباعه، وأما الميدان الثاني وهو ميدان الولاء لله ولرسوله والمؤمنين والالتزام بتوابع هذا الولاء، فهو ما اطمأنت إليه قلوبنا واستنارت به عقولنا وتأدبت به جوارحنا، وهو ما نسأل الله تعالى- ليلا ونهارا- أن يحيينا عليه وأن يميتنا عليه!! وفيه فليتنافس المتنافسون.


الكلمات الدلالية :


اضف تعقيب

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:29

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:16

العشاء

20:45