الاربعاء 01 مايو 2019 13:06 م بتوقيت القدس
قال البروفيسور إيلي غيسلر، وهو إسرائيلي سابقا، يعيش حاليا في الولايات المتحدة، في مقابلة نشرت في موقع معهد "وودرو ويلسون" في واشنطن، إنه خلال حرب عام 1967 كان القائد المسؤول عن قاعدة عسكرية سرية في وسط البلاد كان في داخلها جهاز نووي، خطط لتفجيره في سيناء لردع الدول العربية، ما يؤكد مرة أخرى على امتلاك إسرائيل لقدرات نووية لا تزال تلتزم الضبابية حيالها بشكل رسمي.
وتحدث غيسلر أيضا مع الباحث النووي البروفيسور أفنر كوهين عن مخاوفه من مواجهات داخلية إسرائيلية مسلحة حول السيطرة على النووي الإسرائيلي.
يشار إلى غيلسر يحمل لقب بروفيسور في السلوك التنظيمي، ويعيش في الولايات المتحدة منذ عام 1973. وكان قد تجند للجيش الإسرائيلي عام 1963. وبحسب شهادته، فقد خدم في وحدة سرية نشر عناصرها في مركز الأبحاث النووي في ديمونا، وعمل كمراقب على الأشعة النووية.
وفي نهاية عام 1967، ألقيت عليه مهمة خاصة، حيث عيّنه المدير العام للجنة الطاقة الذرية، يسرائيل دوستروفسكي، مسؤولا عن قاعدة صغيرة أقيمت على أنقاض قرية قطرة الفلسطينية المهجرة، جنوب غربي الرملة، وتمت ترقيته إلى رتبة ضابط كي يتولى المهمة.
وبحسبه، كما نقلت ذلك صحيفة "هآرتس" اليوم الأربعاء، فقد عمل على مراقبة عملية نقل "رزمة" صغيرة محفوظة في صندوق خشبي من ديمونا إلى القاعدة الجديدة، وفي داخلها جهاز نووي، وتم وضعها في غرفة مغلقة بدون شبابيك. ووضع على حراستها 30 عنصرا مسلحا من عناصر الحدود، بعضهم على أبراج المراقبة مسلحون بأسلحة ثقيلة.
وقال أيضا إنه قيل له إن هناك جهازين آخرين في موقعين آخرين، وإنه بين الحين والآخر تحدث مع شخص آخر بشأن إجراءات نقل الجهاز النووي إلى "نقطة تجميع"، حيث يفترض أن يتم تركيب جزء للجهاز تمهيدا لاستخدام محتمل.
ويضيف غيسلر أن مهمته الأساسية كانت الاهتمام بـ"الرزمة" والتأكد من عدم وجود أي تسرب منها. كما عمل مرتين على توثيق مستوى الأشعة الصادرة من الجهاز، وسجل المعطيات في دفتر يوميات، مؤكدا أنه كانت هناك إشعاعات، ما يعني أن الحديث عن "شيء حقيقي". بحسبه.
كما يؤكد على ذلك أن رئيس أركان الجيش في حينه، موشيه ديان، والذي أصبح لاحقا وزير الأمن خلفا لليفي أشكول، قد زار القاعة، وأبدى اندهاشه لوجود سلاح نووي، وتساءل عما إذا كان حقيقيا، وكان جواب غيسلر بالإيجاب.
وفي شهادته يصف غيسلر حادثة غير عادية، حيث يقول إنه في يوم الجمعة الموافق الثاني من حزيران/ يونيو، غداة تعيين ديان وزيرا للأمن، وصل إلى القاعدة العسكرية ضيف غير متوقع، وهو رئيس وحدة الأبحاث والتطوير في الجيش، يتسحاك يعكوف، الذي كان مسؤولا عن "بلورة خطة الطوارئ النووية لإسرائيل أثناء الأزمة".
ويقول إن يعكوف طلب تولي المسؤولية عن الجهاز النووي، الأمر الذي تسبب بمواجهة بين الطرفين. ويقول غيسلر إنه رفض، وأبلغه أن ذلك غير ممكن. ورد يعكوف بالقول إنه يجب أن يفحص الجهاز وإنه سيقتحم الغرفة بالقوة.
ويضيف غيسلر إنه رد عليه بالقول إنه سيتم استخدام القوة لمنعه من الدخول، وعندها غادر المكان.
وفي الغداة، يضيف، أن يعكوف عاد إلى القاعدة العسكرية ومعه بضع عشرات من المتدربين في قواعد الإرشاد العسكرية. ويتابع غيسلر أنه أبلغه بأنه لا يستطيع الدخول، وإذا حاول استخدام القوة ستسفك الدماء. وفي نهاية المطاف تم الاتصال بالمسؤولين عنه، وأبلغ بأنه يجب أن يسمح له بالدخول إلى القاعدة. واتفق الاثنان على مراقبة الجهاز النووي سوية.
وفي مقابلته مع كوهين، يقول غيسلر إنه يعتقد أن الحديث كان عن محاولة غير شرعية للجيش للسيطرة على النووي الإسرائيلي كجزء من صراعات القوى السياسية، وبضمن ذلك بين رئيس الحكومة أشكول ووزير الأمن ديان.
وكان غيسلر قد تطرق لهذه القضية للمرة الأولى في كتاب نشر في الولايات المتحدة باسم مستعار عام 2017. وفي العام نفسه نشرت صحيفة "هآرتس" مقالا للمؤرخ آدم راز عن الكتاب، تحت عنوان "عندما حاول ديان سرقة الجهاز النووي".
ويتضح أن يعكوف، في إفادته لكوهين في مقابلات أجريت عامي 1999 و 2000، ونشر مضمونها عام 2017، بعد 4 سنوات من وفاته، قد أكد أن جهات رسمية إسرائيلية خططت لتفجير الجهاز النووي على جبل في سيناء، بهدف ردع الدول العربية.
ونقل عن يعكوف قوله "هناك عدو يقول إنه سيلقي بك إلى البحر، وأنت تصدقه. وإذا كان لديه ما يمكن تخويفه عندها ستخيفه". على حد تعبيره.
ويقول الباحث كوهين إنه في محادثاته معه، تذكر يعكوف أنه "كانت هناك مشكلة". وبموجب إفادة غيسلر فإنه اكتشف ما هي "المشكلة"، إلا أنه، وبطبيعة الحال، ليست كل الأمور واضحة أو يسمح بنشرها، ولا تزال هناك علامات استفهام بشأنها.
يشار إلى أن أقوال يعكوف قد نشرت في موقع معهد ويلسون، واقتبستها "نيويورك تايمز" وصحيفة "هآرتس". وفي العام 2001 تم اعتقال يعكوف في إسرائيل، واتهم بـ"تسليم معلومات سرية بدون صلاحية للمس بأمن الدولة". ولاحقا أدين بارتكاب مخالفة سهلة، وحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ مدة سنتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن أفنير كوهين هو مؤلف كتاب "إسرائيل والقنبلة" (The Worst-Kept Secret) وهو بروفيسور في معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية في مونتيري بولاية كاليفورنيا، وباحث في مركز "ويلسون". ونشرت شهادته في مجلة "Nonprofliferatin" التي يصدرها معهد ميدلبري، وتنشر في الأرشيف الرقمي لمركز "ويلسون".