الجمعة 29 مارس 2019 21:52 م بتوقيت القدس
قال مسؤولون في الفصائل الفلسطينية، اليوم الجمعة، إن الفصائل أبلغت الوفد الأمني المصري موافقتها على إبعاد المتظاهرين في احتجاجات "المسيرة المليونية"، السبت، لـ300 متر ووقف "الأعمال الخشنة" على حدود غزة، مقابل وقف إسرائيل إطلاق النار الحي وإدخال تسهيلات، بحسب وكالة "فرانس برس".
ونقلت الوكالة عن مسؤول فلسطيني شارك في اللقاءات مع الوفد المصري، والتي انتهت فجرا: "أبلغنا الوفد الأمني المصري أن الاحتلال وعد بتخفيف إجراءاته ووافق على وقف إطلاق النار الحي على المتظاهرين".
وأضاف أن "الفصائل وافقت على إبعاد الفعاليات الخشنة لمسافة 300 متر ووقف فعاليات الإرباك الليلي وتحويل المسار البحري من زيكيم (شمال غرب غزة) إلى مكان مناسب آخر".
وأشار إلى أن الأعمال التي يعتبرها الاحتلال الإسرائيلي خشنة تتمثل بـ"البالونات الحارقة والمتفجرة والقنابل اليدوية والصوتية واقتحام وقص الأسلاك الشائكة وإشعال إطارات السيارات بجانب السياج الفاصل".
وبحسب مسؤول آخر فإن "ما تم الاتفاق عليه هو تطبيق تفاهمات 2014 للتهدئة التي أعقبت الحرب ولكن طالبنا بوقف العدوان الإسرائيلي في السجون ووقف الاعتداءات في الضفة الغربية وتلقينا تطمينات عبر الوفد المصري".
وأشار إلى أنه سيتم توجيه دعوات للمنظمات الإنسانية والدولية والحقوقية "لمراقبة ورصد محاولات الاحتلال العدوانية وانتهاكاته وتجاوزاته المتوقعة والمقروءة من تهديداته بحشوداته خلال المسيرة المليونية السبت".
وعقد الوفد المصري برئاسة مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، اللواء أحمد عبد الخالق، لقاء مع حماس برئاسة رئيس الحركة في القطاع، يحيى السنوار، ثم انضم للقاء قادة من الجهاد الإسلامي/ قبل أن يعقد اجتماع موسع مع حماس والجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية ولجان المقاومة الشعبية.
وقال المسؤول الفلسطيني إن إسرائيل وافقت على إدخال الأموال لقطاع غزة، وبناء على ذلك "استعدت قطر بدفع مبلغ 30 مليون دولار شهريا ثلث المبلغ للعائلات الفقيرة وثلث كبرامج تشغيل عمال مؤقت وثلث لقطاع الصحة وستدفع أيضا قطر ثمن السولار (لمحطة توليد الكهرباء في غزة) حتى نهاية 2019 إضافة لدفع نفقات خط كهرباء 161" الإسرائيلي لتزويد القطاع بـ120 ميغاوات.
كما أبلغ الوفد المصري بموافقة إسرائيلية مبدئية "لإقامة منطقتين صناعيتين شرق مدينة غزة وغرب معبر بيت حانون (إيريز)" في شمال القطاع، و"إقامة مشفى لعلاج السرطان على نفقة بعض المؤسسات الدولية".
كذلك تقضي هذه التفاهمات غير الرسمية بإدخال إسرائيل ما بين "1100 إلى 1200 شاحنة بضائع يوميا لغزة وتجهيز المعبر لتصدير 120 شاحنة من قطاع للخارج".
جاء ذلك فيما قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، إن "حركته تعمل بوساطة مصرية للتوصل لتفاهمات جدية مع إسرائيل لحل الأزمة الإنسانية في غزة"، مشددا على أنه "في ضوء ردود الاحتلال سيتم تحديد المسار الذي ستكون الأوضاع عليه في الساعات القادمة" وفي مليونية يوم الأرض المقررة يوم غد، السبت.
وأضاف هنية في بيان صدر عن مكتبه، بعد ظهر اليوم، الجمعة، أن التفاهمات تشمل "ضرورة وقف النار والعدوان، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتنفيذ المشاريع، وفتح المعابر".
وأوضح أن التفاهمات تشمل أيضا معالجة "القضايا المزمنة في القطاع كالكهرباء وغيرها وذلك عبر إنهاء حصار قطاع غزة وتجنيبه مزيدا من المعاناة".
وتابع أنه "سنواصل اليوم مباحثاتنا الماراثونية المستمرة منذ الأربعاء مع المصريين وبمشاركة الفصائل الوطنية استكمالا لكل الحوارات السابقة من أجل تحقيق الهدف المنشود".
وأشار هنية إلى أن الحركة "أمام مفترق طرق وفحص جاد لمواقف الاحتلال وردوده على مطالب الشعب، وفي ضوء ذلك سيتم تحديد المسار الذي ستكون الأوضاع عليه في الساعات القادمة وفي مليونية يوم الأرض غدا السبت".
وأضاف أنه "كما أننا في تواصل مكثف مع الإخوة في قطر الشقيقة في سياق الدور الأصيل الذي قامت به وما زالت لتخفيف الحصار وإعادة الإعمار، كذلك مع الأمم المتحدة".
وأوضح هنية أن "المباحثات الجارية تركز أيضا على قضية الأسرى والتطورات في السجون الإسرائيلية، مشيرا إلى أن "قضية القدس وباب الرحمة حاضرة بقوة على طاولة التداول" .
وأكد أنهم "مستعدون لكل السيناريوهات وكل البدائل ولن نتردد في اتخاذ القرار الذي يحقق مصالح شعبنا ويستثمر التضحيات الجسام التي قدمها شبابنا في مسيرات العودة وكسر الحصار".
ومن المقرر أن تنطلق، السبت، بغزة مسيرة "مليونية الأرض والعودة" دعت لها فصائل فلسطينية، من أجل إحياء ذكرى يوم الأرض والذكرى السنوية الأولى على انطلاق مسيرات "العودة وكسر الحصار".
وكان الجيش الإسرائيلي قد دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة الحجم خلال الأيام الأخيرة إلى حدود قطاع غزة، تحسبًا لمسيرات حاشدة متوقعة.