الخميس 21 مارس 2019 08:12 م بتوقيت القدس
تمكنت الشرطة الإيطالية، الأربعاء، من إنقاذ 51 طالبا، قرب مدينة ميلانو، كانوا محتجزين داخل حافلة هدد سائقها بإحراقهم داخلها، حيث سكب فيها البنزين وأشعل النار.
وتمكنت الشرطة من اعتراض الحافلة وإخراج جميع الطلاب منها، الأمر الذي وصفه ممثل النيابة في ميلانو، فرانشيسكو غريكو، بـ"المعجزة"، مشيرا إلى أنه كان المحتمل أن تقع مجزرة.
وعلم أن سائق الحافلة هو إيطالي من أصول سنغالية، وتحدث، بحسب غريكو، عن موت المهاجرين الأفارقة لدى عبورهم البحر المتوسط.
ووُجّهت إلى السّائق، الذي أصيب بحروق في يديه ونُقل إلى المستشفى، تُهمة "احتجاز رهائن، وارتكاب مجزرة وحريق" مع ظرف "الإرهاب" المشدد. وكلّف رئيس خلية مكافحة الإرهاب في ميلانو التحقيق.
وقال رئيس خليّة مكافحة الإرهاب في ميلانو، ألبيرتو نوبيلي، خلال مؤتمر صحافي إنّ السائق المدعو حسينو سي (47 عاماً)، وهو إيطالي منذ العام 2004، "تصرّف كذئب منفرد" من دون أن تكون له روابط بالإسلام المتطرّف. وأضاف ان السّائق "أراد أن يتحدّث العالم أجمع عن قصّته".
وبحسب محاميه، فإنّ السّائق شرح خلال استجوابه أنّه "أراد القيام بشيء مُلفت، من أجل جذب الانتباه إلى عواقب سياسات الهجرة".
وكان 51 طالبا في السنة الثانية من المرحلة الثانويّة متّجهين للمشاركة في نشاط رياضي برفقة ثلاثة بالغين عندما غيّر السائق فجأة خطّ سيره في سان دوناتو ميلانيز شمالي إيطاليا، معلناً أنه سيأخذهم جميعا رهائن، في عملية استمرت نحو نصف ساعة.
وقال "لن يخرج أحد من هنا حيًّا"، بحسب ما روى العديد من الطلاب.
وكان السائق مزوّدًا بصفيحتي بنزين وولاعة، وهدد الطلاب وأخذ هواتفهم وأوثقهم بأسلاك كهربائية.
وقال الرجل "فقدت ثلاثة أطفال في البحر"، وفق ما روى أحد الطلبة. وأضاف "هدّدنا وقال إننا إذا تحركنا سيسكب البنزين ويشعل النار".
وروت طالبة أنّه "لم يكفّ عن القول إنّ الكثير من الأفارقة سيموتون وإنّ نائبي رئيس الحكومة، دي مايو وسالفيني، هما السبب".
وقالت الطالبة إنّ السائق "كان يستدير ويسكب البنزين على أرض الحافلة" وإنّه أشهر مسدّسا وسكّينا ثمّ "جاءت الشرطة وأنقذتنا".
ونقلت وسائل إعلام أنّ الرجل كان يصرخ ويقول "أريد أن أنهي الأمر، أريد أن أنهي الموت في البحر المتوسط".
وقال وكيل النيابة فرانشيسكو غريغو إنّ السائق احتفظ دائمًا بطالبين قريبا منه مهدّدا بإشعال الحريق، وصدم سيارة تمكن سائقها من الابتعاد قبل أن تشتعل بها النار.
وأظهرت صوَر بعد الحادثة، السيارة والحافلة محترقتين.
ويبدو أنّ من أنقذ الطلاب فتى تمكّن من التقاط هاتف زميل له وقع على الأرض واتّصل بالشرطة. وقال الفتى أمام كاميرا التلفزيون، "التقطتُ الهاتف بصعوبة، لكنّي اتصلت بالشرطة. كنا مرعوبين".
تمكّنت الشرطة من اعتراض الحافلة وكسرت نافذتها الخلفيّة وأخرجت الطلاب قبل أن يُصابوا بأذى بعد اشتعال النار فيها. وخرجوا وهم يجرون باكين ومرعوبين.
ونقل نحو 10 طلاب واثنان من مرافقيهم إلى المستشفى بسبب استنشاقهم الدخان.
وذكرت تقارير أنّ السائق من أصل سنغالي، ويعمل سائق حافلة مدرسية منذ 2002 لكنّه حصل على الجنسية الإيطالية في 2004. وكان متزوجاً من إيطالية ولديه ولدان.
وذكرت وزارة الداخليّة في بيان أنّ السائق لديه سوابق مثل القيادة في حالة سكر والاعتداء على قاصر.
وقالت مصادر في الوزارة إنّه يجري درس سحب الجنسية الإيطالية منه بموجب مرسوم أصدره وزير الداخلية، ماتيو سالفيني، حول الأمن والهجرة في الخريف الماضي.