الاثنين 18 فبراير 2019 08:38 م بتوقيت القدس
في ظل تواتر التقارير التي تؤكد استخدام أنظمة قمعية ودكتاتوريات حول العالم، ومن ضمنها بلدان لا تربطها علاقات رسمية مع إسرائيل، لبرنامج "بيغاسوس" الذي انتجته شركة "NSO" الإسرائيلية، للتجسس، كشفت القناة 13 الإسرائيلية أن "موافقة الحكومة الإسرائيلية غير المباشرة" على تصدير البرنامج، جاءت بهدف حماية "أنظمة إشكالية".
وأوضحت القناة أن هذا البرنامج يستخدم للتنصت على نشطاء حقوق الإنسان، ومراقبة رسائل البريد الإلكتروني، واختراق التطبيقات وتسجيل المحادثات، وأكدت أنه يحول جهاز الهاتف إلى جهاز تجسس متطور وشامل.
وشددت القناة أن ذلك تم بموافقة غير مباشرة من قبل الحكومة الإسرائيلية، ونقلت عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، أشرفوا على منح الموافقات للتعاقدات التي أجرتها "NSO" لتصدير برنامج "بيغاسوس"، قولهم إن الحكومة الإسرائيلية سمحت بتصدير البرنامج، أولا، للحفاظ على هذه الأنظمة القمعية، والتي تنتهك حقوق مدنية لمواطنيها، بهدف حماية هذه الأنظمة، انطلاقا من قناعتها أنها أفضل من الخيارات البديلة المطروحة.
وأضافوا أن السبب الثاني هو أن الشركة أبرمت تعاقدات وتنفذ مشاريع تابعة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ووحدة 8200 التابعة شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، والتي خدم بها مؤسسيي الشركة، مما يساعد الشركة على الحصول على تصاريح من المؤسسة الأمنية لبيع برامجها.
والقانون الإسرائيلي لا يحظر بيع معدات المراقبة والاعتراض للحكومات الأجنبية ووكالات إنفاذ القانون، إلا أنه يتحتم على الشركات المصدرة الحصول على الموافقة على الصادرات من قبل وزارة الأمن الإسرائيلية.
يذكر أن NSO تأسست في العام 2010، وتنتج برامج سايبر هجومية، أبرزها برنامج "بيغاسوس"، الذي بالإمكان بواسطته التسلل إلى الهواتف المحمولة والتجسس من خلالها من دون علم أصحابها.
ويسمح "بيغاسوس" الذي أطلقت عليه مجلة فوربس عام 2016 "تطبيق التجسس الأكثر قوة في العالم على الأجهزة الخلوية"، بمراقبة غير محدودة تقريبا على الهواتف الخلوية، بحسب الصحيفة.
وتبيع NSO منتجاتها لدول في الخليج، خاصة السعودية والبحرين والإمارات، التي تستخدمها للتجسس على نشطاء ومعارضين، بالإضافة إلى دول أفريقية ودول في القارة الأميركية، أبرزها المكسيك.
ورصد مختبر المواطن "سيتزن لاب" التابع لجامعة تورنتو الكندية هجمات "بـيغاسوس" لمدة طويلة فاقت العامين، وخلصت أبحاث المختبر، التي نشرها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى أن 36 مشغلا في العالم استخدموا بيغاسوس للتجسس في 45 دولة، بينها 16 بلدا عربيا.
وبحسب المختبر، فإنه منذ العام 2016 حتى تشرين الأول/ أكتوبر الماضي استهدف "بيغاسوس"، الذي باعته الشركة الإسرائيلية للعديد من حكومات العالم، 175 معارضا وناشطا حقوقيا وصحفيا في العام العربي وأميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا ومناطق أخرى.
واتهمت NSO بأنه بمساعدة "بيغاسوس"، الموجود بحوزة النظام السعودي، جرى اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي. ويعتبر هذا البرنامج "أداة أمنية". ومنذ العام 2014 ارتفع دخل NSO بوتيرة سريعة، وبلغ 250 مليون دولار العام الماضي، وفقا لتقارير الشركة.