الاثنين 11 فبراير 2019 15:17 م بتوقيت القدس
تؤكد معطيات إسرائيلية رسمية على تصاعد وتيرة هدم بيوت العرب البدو من سنة إلى أخرى بذريعة البناء غير المرخص. وأظهرت معطيات زودتها وزارة الأمن الداخلي لصحيفة "هآرتس"، التي نشرتها اليوم الإثنين، أن غالبية عمليات هدم البيوت نفذها أصحاب البيوت بأنفسهم، بعد أن أصدرت السلطات أوامر هدم، وذلك من أجل الامتناع عن تكبد تكاليف الهدم التي تفرضها السلطات عليهم.
وتشير معطيات وزارة الأمن الداخلي إلى ما يلي:
في العام 2013 جرى هدم 697 بيتا، بينها 397 بيتا هدمها أصحابها بأنفسهم.
في العام 2014 جرى هدم 1073 بيتا، بينها 718 بيتا هدمها اصحابها بأنفسهم.
في العام 2015 جرى هدم 982 بيتا، بينها 617 بيتا هدمها أصحابها بأنفسهم.
في العام 2016 جرى هدم 1158 بيتا، بينها 746 بيتا هدمها أصحابها بأنفسهم.
في العام 2017 تضاعف العدد إلى 2220 بيتا، بينها 1579 بيتا هدمها أصحابها بأنفسهم.
في العام 2018 جرى هدم 2326 بيتا، بينها 2064 بيتا هدمها أصحابها بأنفسهم.
وقالت الصحيفة إن هدم البيوت على أيدي أصحابها هي السياسة المفضلة لدى السلطات، لأنها توفر بذلك في تكاليف الهدم، ولا تجلب قوات وعتاد الهدم، ولا تحضر الشرطة إلى موقع البيت المهدد بالهدم، ما يمنع الاحتكاك بين قوات الشرطة والمواطنين.
ومن أجل تنفيذ السلطات هذه السياسة، فإن السلطات تهدد المواطنين لدى تسليمهم إخطارا بالهدم، بأنها ستطالبهم بتسديد تكاليف الهدم. ويستدل من المعطيات أعلاه، بحسب الصحيفة، أن السلطات نجحت في ردع المواطنين البدو، وهو ما يتبين من معطيات العام الماضي، حيث بلغ عدد البيوت التي هدمتها السلطات كان الأدنى.
ويشار إلى أن أغلبية البيوت الصادر ضدها أوامر هدم تقع في القرى المسلوبة الاعتراف في النقب، حيث لا تعترف السلطات بعشرات القرى البدوية ولا تزودها بأية خدمات، وتسعى إلى تهجير سكانها منها من أجل الاستيلاء على أراضيهم، وبالتالي فإن هذه القرى تخلو من خرائط هيكيلية ومخططات بناء وليس بإمكان سكانها الحصول على تصاريح بناء مأوى لهم. وفي المقابل تضع الحكومة الإسرائيلية مخططات، نفذت قسما منها، لإقامة بلدات أو مزارع كبيرة لليهود فقط.
وقال رئيس لجنة القرى المسلوبة الاعتراف، عطية الأعسم، إن اللجنة تعارض سياسة الحكومة الإسرائيلية، لاتفا إلى أن أصحاب البيوت يرغمون على هدم بيوتهم "إثر تهديدات الشرطة وجهات إنفاذ القانون الأخرى بإرغام السكان على تسديد تكلفة الهدم". وشدد الأعسم على أن اللجنة لا تشجع السكان على هدم بيوتهم بأنفسهم، لأن "هذا يظهر أن الدولة لم تفعل شيئا. بينما عندما تهدم الدولة فإن السكان يرون ذلك، ويرى العالم عمليات الهدم، وأنه توجد جرافات وقوات شرطة. لذلك فإنه بالنسبة للدولة التي لا تريد إثارة مشاهد كهذه، فهذا حل مفضل أن يهدم السكان بيوتهم بأنفسهم. وهي تهدد بهدوء ومن لا ينفذ، يتحمل العواقب".
وتهدم السلطات الإسرائيلية بيوتا في قرى ومدن بدوية معترف بها، بحجة البناء غير المرخص. وبين الأماكن التي يستهدفها الهدم، بيارات وحاويات وحظائر وبركسات وسياج وسواتر ترابية وما شابه ذلك.
وقال صباح أبو لقيمة، من قرية بير هداج مسلوبة الاعتراف، والذي هدم بيده بيت قريبة له وتسكن فيه لوحدها، إنه "لا يمكن تسمية ذلك بيتا، لكنها عاشت هناك بعد أن ادخرت المال. وقد خفنا من الاعتقالات والملفات الجنائية. وهذه طريقة للضغط التي تدفع الأفراد إلى الهدم بأنفسهم وألا تحضر جرافات وبعدها تضطر إلى دفع التكلفة".