الخميس 31 يناير 2019 20:04 م بتوقيت القدس
أعلن الجيش السوداني أنه لن يسمح بسقوط الدولة أو انزلاقها نحو المجهول وذلك بعد شهر من اندلاع مظاهرات شبه يومية تدعو إلى تنحي الرئيس السوداني عمر البشير، في حين دعا تجمع المهنيين وثلاثة تحالفات معارضة بالسودان إلى مسيرات اليوم الخميس صوب القصر الرئاسي للمطالبة بتنحي الرئيس.
وقال رئيس الأركان المشتركة للجيش الفريق أول كمال عبد المعروف -في لقاء مع ضباط الجيش من رتبتي العميد والعقيد أمس الأربعاء-إن القوات المسلحة “لن تسمح بسقوط الدولة أو تسليم البلاد إلى شذاذ الآفاق من قيادات الحركات المتمردة ووكلاء المنظمات المشبوهة في الخارج”.
وأضاف المسؤول العسكري أن “الجيش لن يتوانى في التصدي لهم مهما كلفه ذلك من تضحيات حفاظا على أمن الوطن وسلامة المواطنين”.
وخلال اللقاء نفسه، قال وزير الدفاع السوداني الفريق أول عوض بن عوف إن “القوات المسلحة تعي تماما كل المخططات والسيناريوهات التي تم إعدادها لاستغلال الظروف الاقتصادية الراهنة ضد أمن البلاد، عبر ما يسمى بالانتفاضة المحمية وسعي البعض لاستفزاز القوات المسلحة وسوقها نحو سلوك غير منطقي ولا يليق بمكانتها وتاريخها”.
وشددت قيادة الجيش السوداني على تمسكها والتفافها حول قيادتها لتفويت الفرصة على من أسمتهم بـ “المتربصين”.
ويحكم الرئيس البشير البلاد منذ ثلاثة عقود بعد أن وصل إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري في يونيو/حزيران 1989.
خمسة جيوش
وذكر مراسل الجزيرة نت أحمد فضل أن المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني صلاح قوش صرح بأن “ثمة خمسة جيوش تنتظر ساعة الصفر لاجتياح الخرطوم، بعد إشغالها بالفوضى وأعمال السلب والقتل، حتى لا تجد من يقاومها”.
وتحدث قوش لدى مخاطبته حفل تخريج الدفعة “42” من ضباط الجهاز عن “وجود مخطط تقوده قوى شريرة لإحداث الفوضى الشاملة بالمركز تمهيدا للانقضاض عليه”.
وجدد المسؤول الأمني اتهامه لليسار ومن أسماها بالحركات المتمردة بالسعي لتسلم السلطة لبدء عهد انتظروه طويلا وتطبيق مشروع السودان الجديد، وأشار إلى ارتباط مصالح بعض القوى السياسية بالدوائر الخارجية ومحاولة الهجرة اليومية إلى سفاراتها.
التجمع والمعارضة
بالمقابل، دعا تجمع المهنيين وأحزاب نداء السودان والإجماع الوطني والتجمع الاتحادي وكل من أحزاب المعارضة إلى انطلاق مسيرات ومواكب جماهيرية في عدد من المدن، بينها الخرطوم، صوب القصر الرئاسي اليوم الخميس.
وأوضح بيان للتجمع وأحزاب المعارضة أن الموكبين الأساسيين سينطلقان من مدينتي الخرطوم وأم درمان غرب العاصمة إلى القصر الرئاسي وسط الخرطوم.
وسبق للتجمع أن نظم خمس مسيرات وسط الخرطوم منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي بهدف تسليم مذكرة إلى القصر الرئاسي تطالب الرئيس بالتنحي، لكن قوات الأمن فرقت المحتجين بقنابل الغاز المدمع والعصي، ومنعتهم من تسليم المذكرة.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن أكثر من 300 أستاذ ومحاضر تظاهروا داخل حرم جماعة الخرطوم أمس الأربعاء.
وقال ممدوح محمد الحسين المتحدث باسم مبادرة أساتذة ومحاضري جامعة الخرطوم للوكالة إن المتظاهرين وقعوا “مبادرة جامعة الخرطوم”، وتتضمن مجموعة من المطالب، ومن أهمها قيام حكومة انتقالية في البلاد.
اعتقال مريم
وفي سياق متصل، قالت أسرة الصادق المهدي أحد أبرز زعماء المعارضة السودانية إن قوات الأمن اعتقلت ابنته مريم أمس لفترة وجيزة، وأوضحت رباح الصادق المهدي شقيقة المعتقلة أن ضباطا من جهاز الأمن والمخابرات السوداني اقتادوا مريم من منزلها إلى مقر الجهاز للتحقيق معها قبل أن يطلق سراحها.
وشاركت مريم -التي تشغل منصب نائبة رئيس حزب الأمة الذي يتولى والدها رئاسته- في العديد من الأنشطة المناهضة لحكومة البشير.