أكد ربحي حلوم سفير منظمة التحرير السابق في 5 دول، أن عمل سفارات السلطة الفلسطينية في الخارج ينصب على التهجم على المقاومة وكيفية عزلها عن محيطها العربي، مشددا على أنها "أوكار فساد".
وقال حلوم الذي عمل سفيرا لمنظمة التحرير في أنقرة وجاكرتا وأمريكا اللاتينية والإمارات وأفغانستان، في حديث خاص لوكالة "شهاب"، "أن سفارات السلطة بالخارج هي انعكاس لما يجري بالداخل من تقديس للتنسيق الأمني والفساد الإداري والمالي".
وأضاف: "أن تعيين الدبلوماسيين في سفارات الخارج يتم وفقا لمدى قربهم الشخصي والعائلي من مسؤولي السلطة وفتح، ويعملون لمصالحهم الذاتية والحزبية"، مشيرا الى أنه السفارات الفلسطينية في زمن المقاومة والثورة لم يكن فيها الحد الأدنى للتجاوز المالي.
وذكر حلوم العضو السابق للمجلس الثوري لحركة فتح والمجلس الوطني، عدة شواهد من فساد سفارات السلطة، منها "تعيين أحد المرافقين الأمنيين الذين عملوا ضمن فريق الحماية الشخصي له خلال عمله سفيرا لمنظمة التحرير في أنقرة، قنصلا عاما، وهو خريج رابع ابتدائي ولا يحمل أي أهلية دبلوماسية ولا لغة، لكن كان يملك حسا أمنيا".
وقال حلوم: "عندما كنت سفيرا في أنقرة كان لدي مرافقان أمنيان، أحدهما كان عبد الكريم الخطيب الذي عمل معي مرافقا أمنيا من عام 1979 وحتى 1991، صُدمت أنه تم تعيينه قنصلا عاما في تركيا منذ تشرين الأول 2016"، وتوفي الخطيب في ديسمبر الماضي.
وأضاف: "سبب تعيينه (رحمه الله) قنصلا عاما للسلطة في أنقرة أنه أحد أقرباء محمود الهباش المستشار الديني لمحمود عباس"، مشيرا الى أن أحد السفراء الحاليين للسلطة كان يعمل في جهاز الأمن الوقائي أي أنه "رجل أمن" وليس دبلوماسيا.
وذكر سفير منظمة التحرير السابق، أنه استمع السبت الماضي لسفير السلطة في الكويت رامي طهبوب خلال حفل أقيم أمس داخل مقر السفارة بالكويت لإحياء ذكرى انطلاقة فتح التي مضى عليها شهر، وشن هجوما "لاأخلاقيا" على حركتي حماس والجهاد الإسلامي والمقاومة عموما، بينما كانت كلمة ممثل الكويت تحمل إشادة بالمقاومة الفلسطينية.
ومن الشواهد الذي ذكرها حلوم، للدلالة على فساد مسؤولي فتح والسلطة في الخارج، حديث صديق له يدير فرع لأحد البنوك بالأردن، عن اقتراض "مسؤول رفيع بالسلطة وفتح" رفض حلوم كشف اسمه، من البنك نصف مليون دينار لشراء منزل بالأردن، ليعود بعد عدة أشهر بورقة موقعة من محمود عباس يطلب فيها سداد قيمة القرض من حسابات حركة فتح بعمان.
وأكد حلوم أنه رأى الورقة التي وقعها عباس بعينه خلال زيارة مدير فرع البنك، موضحا أنه اطلع على تقرير فساد يتألف من 80 صفحة، يكشف فساد بعشرات الملايين لسفراء السلطة ومسؤولي فتح في الخارج.
ولفت الى أن ممثلي فتح في الخارج لا يلقون احتراما، قائلا: "أحد المسؤولين الأتراك قال لي، لقد شعرنا والرئيس أردوغان بتقزز من عزام الأحمد خلال كلمته في مؤتمر برلمانيون من أجل القدس في إسطنبول الشهر الماضي".
ونبّه السفير حلوم الى أن سفارات السلطة في الخارج هي بؤر أمنية للتجسس على حركات المقاومة، مؤكدا وجود تعميمات رسمية من السلطة بذلك.
وشدد سفير منظمة التحرير الذي عمل لعشرات السنوات في السلك الدبلوماسي، وقدم استقالته في اليوم التالي لتوقيع اتفاقية أوسلو رفضا لها، على أن سفارات السلطة بالخارج لا تقوم بأي دور وطني أو بالواجبات المنوطة بها في الخارج.