الجمعة 11 يناير 2019 18:54 م بتوقيت القدس
تسعى الولايات المتحدة الأميركيّة إلى عقد قمّة دولية حول "إيران واستقرار الشرق الأوسط"، الشهر المقبل، بحسب ما أعلن وزير الخارجيّة الأميركي، مايك بومبيو، خلال لقاء تلفزيوني مع شبكة "فوكس نيوز"، اليوم الجمعة.
ورجّح بومبيو أن تعقد القمّة في بولندا، خلال يومي 13و14شباط/فبراير المقبل، دون أن يحدّد من هي الدول المشاركة في القمة، أو إن كانت ستشهد مشاركةً إسرائيلية إلى جانب دول عربيّة أم لا، مكتفيًا بالقول إن "دولًا حول العالم دعيت إلى القمّة".
وخلال المقابلة التي صوّرت في القاهرة، قال بومبيو إن القمة "ستركّز على استقرار الشرق الأوسط والسلام والأمن في هذه المنطقة، بما في ذلك ضمان ألا تؤدي إيران إلى عدم استقرار المنطقة".
وألقى بومبيو، أمس الخميس، خطابًا في الجامعة الأميركيّة في القاهرة، ضمن جولته المستمرّة في المنطقة العربية، ادّعى فيه أن أميركا "قوّة خير" في المنطقة، منتقدًا بشدّة سياسات الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، تجاه المنطقة، قائلًا إن سيّئة للغاية".
وأشار بومبيو إلى انتهاء "مرحلة التردد" التي مارستها الولايات المتحدة في عهد أوباما، قائلا "إن تردّد الولايات المتحدة، ترددنا، في ممارسة نفوذنا جعلنا نلتزم الصمت بينما كان شعب إيران ينهض ضدّ ’الملالي’ في طهران في الثورة الخضراء. لقد قتل آيات الله وأتباعهم وسجنوا وروّعوا الإيرانيين التائقين للحرية، ووضعوا اللوم خطأ على أميركا بسب تلك القلاقل، بينما طغيانهم هو الذي كان يغذّي ذلك. وقد جعل ذلك النظام يتشجّع ويمدّ نفوذه السرطاني إلى اليمن والعراق وسورية، ويعزّز ذلك النفوذ في لبنان".
وبعد تعداد مساوئ سياسات أوباما الخارجيّة، بالمنظار الترامبي، قال بومبيو "لكن ثمّة أخبار جيّدة. الخبر السار هو التالي: لقد انتهى عمر ’الخزي الأميركي الذاتي’، وكذلك انتهى عهد السياسات التي أنتجت الكثير من المعاناة التي لم يكن لها من مبرر. والآن تأتي البداية الجديدة الحقيقية"، وشرح ذلك بالقول "في غضون 24 شهرًا فقط، أي أقل من عامين، أكّدت الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب دورها التقليدي كـ’قوة للخير’ في هذه المنطقة. لقد تعلمنا من أخطائنا، واكتشفنا صوتنا. لقد أعدنا بناء علاقاتنا ورفضنا العروض الكاذبة من أعدائنا".
كما خصّص بومبيو جزءًا كبيرًا من خطابه للحديث عن إيران، زاعمًا أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قام بقلب "العمى الاختياري لدينا لخطر النظام الإيراني وانسحب من الصفقة النووية الفاشلة، بوعودها الكاذبة. وأعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات التي لم يكن ينبغي رفعها أساسا. وشرعنا في حملة ضغط جديدة لقطع الإيرادات التي يستخدمها النظام لـ’نشر الرعب والدمار’ في جميع أنحاء العالم. انضممنا إلى الشعب الإيراني في الدعوة إلى الحرية والمساءلة".
والأهم من ذلك، وفق بومبيو، "أننا دعمنا تفاهما مشتركا مع حلفائنا حول ضرورة التصدي لأجندة النظام الثوري الإيراني. ويزداد تفّهم الدول لحقيقة أننا يجب أن نواجه ’آيات الله’، لا أن ندلّلهم. وتناضل الأمم إلى جانبنا لمواجهة النظام كما لم يحدث من قبل. لقد لعبت مصر وعمان والكويت والأردن دورًا أساسيًا في إحباط جهود إيران للتهرّب من العقوبات".
وعن جهود مكافة "النفوذ الإيراني" في المنقطة، قال بومبيو "لقد تحركت إدارة ترامب بسرعة لإعادة بناء الروابط بين أصدقائنا القدامى ورعاية شراكات جديدة" مضيفًا "تعمل إدارة ترامب، أيضًا، على تأسيس التحالف الإستراتيجي للشرق الأوسط لمواجهة التهديدات الأكثر خطورة في المنطقة وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة. يجمع هذا الجهد بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن. واليوم، نطلب من كل من تلك الدول أن تتخذ الخطوة التالية وأن تساعدنا في ترسيخ هذا التحالف".
وفي إطار حديثه هن التحالف، أشاد بومبيو بالتطبيع بين عمان والإمارات وبين إسرائيل، قائلًا "نحن نشهد، أيضًا، تغيرًا ملحوظًا، فقد بدأت الروابط الجديدة تتجذر بشكل لم يكن مجرّد تخيله ممكنا حتى يومنا هذا. من كان يمكن أن يصدق قبل بضع سنوات أن رئيس الحكومة الإسرائيليّة سيزور مسقط؟ أو أن روابط جديدة ستنشأ بين السعودية والعراق؟ أو أن بابا روما الكاثوليكي سيزور هذه المدينة للقاء الأئمة المسلمين ورئيس الكنيسة القبطية؟" وأضاف "في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، عُزف النشيد الوطني الإسرائيلي، بينما كان لاعب جودو إسرائيلي يٌتوّج لفوزه بلقب البطولة في دورة رياضية في الإمارات. وكانت تلك هي المرة الأولى – المرّة الأولى – التي يُسمح فيها لوفد إسرائيلي بالمشاركة تحت علمه الوطني. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تحضر فيها وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية حدثًا رياضيًا في الخليج".
وعقّب عليها بومبيو بالقول إن "هذه الخطوات نحو التقارب ضرورية من أجل تحقيق أمن أكبر في مواجهة تهديداتنا المشتركة، كما أنها تشير إلى مستقبل أكثر إشراقا للمنطقة".