وجّه الرئيس اللبناني ميشال عون، انتقادات حادة لـ"صفقة القرن"، فيما حذّر من أن "التهديدات الإسرائيلية (للمنطقة) والحلول الغامضة، تؤسس لحروب جديدة وتهجير وتطهير عرقي".
جاء ذلك في خطاب ألقاه عون اليوم الأربعاء، أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى لبنان، في قصر الرئاسة شرق العاصمة بيروت، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
وقال الرئيس: "أغتنم الفرصة اليوم لأتوجه من خلالكم الى الأسرة الدولية التي تمثلون"؛ مشددًا أن "السلام لا يقوم بينما تجري الصفقات على حساب اللاجئ الذي طرد من أرضه وسلبت هويته".
وأضاف أن "السلام لا يقوم بضرب الحقوق المشروعة للشعوب، ولا يقوم بالتلاعب بالديموغرافيا وتغيير معالم الدول جغرافياً واجتماعياً، السلام لا يقوم بالإمعان في العنصرية ورفض الآخر".
وتساءل عون: "أين نبحث عن العدالة الموعودة والحرية المنشودة؟ هل في ضياع القدس؟ أم في صفقة القرن التي ستسرق من الفلسطينيين أرضهم وهويتهم؟ أم في مخيمات النازحين السورين التي يسعى العالم لإبقائهم فيها؟".
و"صفقة القرن" هي مصطلح جرى إطلاقه على خطة للسلام في الشرق الأوسط، تعمل الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب على صياغتها، دون الكشف عن بنودها، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس وحق عودة اللاجئين.
وأعرب الرئيس عون، عن خشيته من الإصرار على إبقاء النازحين السوريين في بلاده، رغم الضرر الذي يلحقه ذلك بلبنان على مختلف الصعد خصوصاً الاقتصاد والأمن.
وأشار أن موقف المجتمع الدولي لا يبدو واضحاً حيال العودة، مضيفًا أن "ما يرشح من مواقف لا يبدو مطمئنا من محاولات ربط العودة بالحل السياسي الذي قد يطول".
وتابع "نخشى أن يكون ذلك الإصرار مخططاً لتهجير من أمكن من اللبنانيين، تسهيلاً للحلول الغامضة والمشبوهة التي تلوح في الأفق".
يشار إلى أن أكثر من مليون و200 ألف لاجئ سوري، يتواجدون على الأراضي اللبنانية، غالبيتهم يعيشون في مخيمات عشوائية في مناطق ريفية وجبلية، في مختلف أنحاء البلاد، التي تعاني أصلا من أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية عديدة.
وفي ديسمبر/كانون أول 2018، أعلن الجيش الاسرائيلي انطلاق عملية "درع الشمال"، للكشف عن وتدمير أنفاق يقول إن "حزب الله" اللبناني حفرها أسفل الحدود الفاصلة، قبل أن يتحدث عن اكتشاف 4 من تلك الأنفاق.
وأعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" آنذاك، أنها تحققت من وجود عدد من الأنفاق على الحدود، فيما كلّفت الخارجية اللبنانية مندوبتها لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى ضد تل أبيب، إزاء ما قالت إنها "حملة تشنها إسرائيل ضد البلاد".