الثلاثاء 08 يناير 2019 15:15 م بتوقيت القدس
يتحسب رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقادة حزبه، الليكود، من حدوث تدهور في الوضع الأمني في الحلبة الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، واحتمال تأثيرها على الانتخابات الإسرائيلية، في التاسع من نيسان/أبريل المقبل. كذلك يتحسب من ذلك الجيش الإسرائيلي، الذي وجه انتقادات إلى السياسيين الإسرائيليين الذين يطالبون بتجميد تحويل المساعدات المالية القطرية الشهرية، بمبلغ 15 مليون دولار، إلى قطاع غزة.
وكان رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" ووزير الأمن السابق، أفيغدور ليبرمان، كتب في حسابه في "تويتر"، أمس، في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية عن تجميد تحويل المساعدات المالية للقطاع، أنه "خسارة أن نتنياهو توصل الآن فقط إلى الاستنتاج بأن إسرائيل لا يمكنها تمويل الإرهاب ضد نفسها. وآمل أن هذا القرار ليس مرتبطا بالانتخاب، وأننا لن نرى نتنياهو بعد التاسع من نيسان/ أبريل يستأنف تحويل المال إلى حماس". كذلك كتب رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، مؤخرا، أنه "يتم ضخ المال لغزة، ويحيى السنوار (رئيس حماس في قطاع غزة) يتجول كبطل وتم التخلي عن سكان الجنوب".
لكن صحيفة "هآرتس" أفادت اليوم، الثلاثاء، بأن موقف الجيش الإسرائيلي هو أن تجميد تحويل المال إلى قطاع غزة "سيمس بالأساس بمواطني غزة، الذين يستخدمون المال من أجل التزود باحتياجاتهم الأساسية جدا، ويقود حماس إلى خطوات تسوية".
ويفترض أن تحول المساعدات المالية القطرية في العاشر من الشهر الحالي. وبحسب المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم، فإن نتنياهو أرسل تهديدا لحماس، عبر المخابرات المصرية، "بألا تحاول إثارة توتر عند حدود القطاع خلال فترة الانتخابات، لأن إسرائيل سترد بقوة شديدة". لكن هرئيل أضاف أنه "من الجهة الأخرى، فإن التعليمات لضباط الجيش الإسرائيلي بما يتعلق بممارسة القوة في القطاع ما زالت على حالها: استخدام توجه ملجوم وبذل كل ما بوسعهم من أجل الحفاظ على الهدوء، وعدم التسبب بتصعيد. وهذه هي، حتى الآن، روح القائد، وهي مفهومة جيدا في كافة مستويات جهاز الأمن".
وفيما يتعلق بإرجاء تحويل المال القطري للقطاع، لفت هرئيل إلى أن هذا "مرتبط باعتبارات فترة الانتخابات. وليبرمان يهاجم نتنياهو بسبب استمرار تحويل المال القطري لحماس. وصور الأموال التي تُنقل بحثائب ليست مريحة لنتنياهو، بسبب تأثيرها السلبي على ناخبي اليمين".
وأضاف هرئيل أن الصراع الفلسطيني الداخلي، بين حماس والسلطة الفلسطينية، وامتناع الأخيرة عن تحويل أموال إلى غزة، خاصة تسديد حساب الكهرباء، وبشكل خاص في فصل الشتاء، "يهدد بتشويش الهدوء، النسبي والجزئي جدا، الذي جرى التوصل إليه في الأسابيع الأخيرة بين حماس وإسرائيل. وهذه الأمور تجري في توقيت ليس مريحا أبدا لنتنياهو، بسبب الانتخابات القريبة". وأشار في هذا السياق إلى إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه مدينة أشكلون (عسقلان) اعترضتها صاروخ "قبة حديدية"، وإطلاق عبوة ناسفة حملتها بالونات، أول من أمس، الأحد
"السنوار يعرف العدو"
ورأت محللة الشؤون الفلسطينية، شيمريت مئير، في مقال نشرتها في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، أن "فرضية عمل نتنياهو كانت أنه سينجح في شراء الهدوء حتى الانتخابات، وربما يعدها أيضا، بمساعدة المال القطري. لكن الحلبة الفلسطينية تفتقر للراحة. وخلافا للضباط عندنا، فإن السنوار يعرف العدو من دون وساطة، فهو يعرف لغته ولا حاجة لترجمة كي يقرأ برقيات موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني. وهو يعلم أن فتيل الكابينيت (الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة) أقصر بكثير من جهة، ويعلم من الجهة الثانية أنه إذا كان نتنياهو قد بذل جهدا كبيرا كي يمتنع عن عملية عسكرية في غزة، فيبدو أن لدى نتنياهو أسبابا جيدة لذلك".
وأضافت مئير أنه "في الماضي، كلما مارس أبو مازن (رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) ضغوطا على حماس، كانوا ’يتفجرون’ علينا. وظهرت مؤشرات واضحة على توتر (حماس) في الأيام الأخيرة. المال القطري لم يدخل بعد، وهذا نوع من العقاب، لكن مسلسل التربية هذا الذي يلقونه لحماس لن يغير الوضع كثيرا إذا قلّص ابو مازن بشكل كبير المساعدة التي يحولها إلى غزة شهريا".
وتابعت أن "15 مليون دولار من القطريين لن تغطي على 100 مليون دولار من السلطة. وستصل غزة إلى إفلاس من دون أبو مازن. والسؤال هو هل سنصل إلى التاسع من نيسان/أبريل من دون توقف في الطريق من أجل شن عملية عسكرية في غزة. والآن، كل أسبوع هو تحدٍ متجدد".