وكان أبو سليمان قد حصل على قرار بإخلاء سبيله على ذمة قضية، لكن لم يفرج عنه، وليست أبو سليمان الوحيد، إذ إن المعتقل السياسي أحمد يسري، الذي وجده أهله أيضًا ضمن الجثامين الموجودة في المشرحة، حصل على قرار مشابه ولم يفرج عنه، أيضًا، ووجد مقتولًا ضمن الضحايا.
وقال ناشطون إن يسري اعتقل بعد زواجه بـ15 يومًا عامًا كاملًا في سجن العقرب دون أن تتمّكن زوجته من زيارته، ثم حصل على إخلاء سبيل، قبل أن يتم إخفاؤه قسريًا، حتى رأته عائلته اليوم ضمن من تمت تصفيتهم.
وعقب الهجوم على حافلة السياح في الجيزة الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة فيتناميين، يوم الجمعة الماضي، أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان عن مقتل 40 "إرهابيًا" في عمليات دهم.
وقال البيان "تم توجيه عدة ضربات أمنية ومداهمة أوكار تلك العناصر في توقيت متزامن بنطاق محافظتي الجيزة وشمال سيناء، عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا، مما أسفر عن مقتل 40 إرهابيًا، 30 منهم في محافظة الجيزة".
وبحملة التصفية الجديدة، يصل إجمالي عدد من تم الإعلان عن قتلهم في بيانات لوزارة الداخلية منذ تولي وزير الداخلية الجديد في يونيو/ حزيران الماضي، إلى 167 شخصًا، بينهم 62 شخصًا تمت تصفيتهم في ديسمبر/ كانون الأول وحده.
وقابل حقوقيون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان تكرار جرائم التصفية لأشخاص مدرجين في ملف الاختفاء القسري، بنشر دعوات لأهالي المختفين قسريًا، بسرعة التأكد من وجود أسماء ذويهم في مستشفيات المحافظات التي أعلنت وزارة الداخلية تصفية أشخاص بها.
وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي نداء تداوله حقوقيون وسياسيون، يناشد أهالي المختفين قسريا بالتوجه إلى المستشفى الجامعي للتأكد من عدم وجود جثمان المختفي، ثم إلى مشرحة زينهم للتأكد من عدم وجود جثمانه هناك، مؤكدين على اصطحاب وثائق بلاغات الاختفاء القسري الرسمية، وصورة شخصية، وصورة لهوية أو شهادة ميلاد المختفي قسريا.ش