الثلاثاء 25 ديسمبر 2018 21:20 م بتوقيت القدس
تعمل تركيا على تعزيز قواتها عند الحدود مع سورية، وانتقلت قوات خاصة تركية وآليات عسكرية نحو الحدود اليوم، الثلاثاء، وفقا لوكالة الأناضول التركية الرسمية. وتحركت هذه الأرتال العسكرية "وسط تعزيزات أمنية مشددة".
ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الأربعاء الماضي، عزم بلاده إطلاق حملة عسكرية في غضون أيام "لتطهير" منطقة شرق الفرات في سورية من منظمة "بي كا كا" التي تصفها أنقرة بأنها "إرهابية انفصالية".
وفي غضون ذلك، أرسلت أنقرة تحذيرا على لسان وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، لباريس من عواقب دعم فرنسا لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تشارك في قتال تنظيم "داعش" في سورية، والتي تسعى تركيا لدحرها مستفيدة من الانسحاب الأمريكي المعلن من سورية.
ونقلت الأناضول عن تشاوش أوغلو قوله إنه "ليس سرا أن فرنسا تدعم وحدات حماية الشعب"، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل "ماكرون التقى ممثليهم". وأضاف خلال لقاء مع صحافيين أتراك، أنه "ليس لدينا معلومات بشأن إرسال جنود (فرنسيين) جدد، لكنهم يبقون على انتشارهم الحالي. إذا بقوا من أجل المساهمة في مستقبل سورية شكرا. لكن إذا كان ذلك لحماية وحدات حماية الشعب، فإن ذلك لن يكون مفيدا لأحد".
وتشارك فرنسا في التحالف الدولي ضد "داعش" في سورية والعراق، الذي تقوده واشنطن. وقد نشرت منصات مدفعية وطائرات. وبحسب عدة مصادر فإن عناصر من القوات الخاصة الفرنسية منتشرة ميدانيا في سورية، لكن باريس لم تؤكد ذلك أبدا.
وكان ماكرون عبر أول من أمس، الأحد، عن "أسفه العميق" للانسحاب الأميركي، معتبرا أن الحليف "يجب أن يكون موثوقا". وقالت فرنسا أنها ستستمر في المشاركة في التحالف الدولي ضد "داعش" رغم الانسحاب الأميركي.
وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي مع إردوغان، أول من أمس، إنه يعتمد على إردوغان "لاجتثاث" تنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أن التنظيم قد "هزم إلى حد كبير".
وقال تشاووش أوغلو اليوم، إن "لدينا، بمفردنا، القوة اللازمة لتحييد تنظيم ’الدولة الإسلامية’".
وفيما قال إردوغان للصحافيين، اليوم، إنه سيلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الأرجح لبحث الانسحاب الأميركي من سورية، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، لاحقا، إنه لا توجد خطط للقاء قريب بين الإثنين.
التحالف يشن غارات ضد "داعش"
أعلن التحالف بقيادة الولايات المتحدة، اليوم، أنه شن ضربات جوية الأسبوع الماضي، أدت إلى تدمير منشآت يستخدمها تنظيم "داعش" في سورية. وقال التحالف إن هجماته في الأسبوع بين 16 و22 كانون الأول/ديسمبر، والتي شملت ضربات جوية و"إطلاق نار منسق" دمرت منشآت لوجيستية ونقاط تجمع يستخدمها التنظيم وألحقت أضرارا بقدرته على تمويل أنشطته "وأزاحت عدة مئات من مقاتلي التنظيم من أرض المعركة".
ونقلت وكالة رويترز عن الميجر جنرال البريطاني كريستوفر جيكا، نائب قائد التحالف، قوله إن "تنظيم الدولة الإسلامية يمثل تهديدا حقيقيا للغاية للاستقرار طويل الأمد في هذه المنطقة ومهمتنا ما زالت كما هي: الهزيمة الكاملة لتنظيم الدولة الإسلامية".
ويمثل هذا التصريح تناقضا مع إعلان ترامب أن القوات الأميركية نجحت في مهمتها وهزمت "داعش" ولم يعد وجودها مطلوبا في البلاد. وردا على ترامب، قالت وزارة الخارجية البريطانية، الأسبوع الماضي، إن "داعش" ما زال يمثل تهديدا رغم أنه لم يعد يسيطر على أراض.