قتل متظاهران، خلال الاحتجاجات المستمرة في السودان، فيما امتدت الاحتجاجات إلى قلب العاصمة الخرطوم.
وقال النائب البرلماني عن دائرة (الفشقة/ القضارف) مبارك النور، إن “الاحتجاجات شهدت مقتل اثنين من المتظاهرين”.
وتضاربت أرقام وسائل الإعلام المحلية في إحصاء عدد القتلى، فيما أشارت أن العدد مرشح للزيادة نتيجة لوجود عدد من الإصابات الخطرة.
وأوضح النور أن “الجيش السوداني نزل إلى الشوارع”، مشددا على ضرورة أن تتعامل الحكومة “بمسؤولية مع المتظاهرين”.
العاصمة الخرطوم
وامتدت الاحتجاجات الشعبية في السودان، الخميس، إلى قلب العاصمة الخرطوم، وتجددت في عطبرة (شمال)، تنديدا بالغلاء وتردي الأوضاع الاقتصادية.
وأفاد شهود عيان باندلاع التظاهرات في وسط الخرطوم، وأحياء “الديم والحاج يوسف، وأركويت”.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، فيما أغلقت بعض المحال في سوق الخرطوم الرئيسي وسط العاصمة، وفق شهود عيان.
كما خرج طلاب جامعة الخرطوم والنيلين، وسط العاصمة، قبل أن تفرقهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع.
تجدد المظاهرات في عطبرة
وفي السياق ذاته، تجددت المظاهرات في مدينة عطبرة (شمال) لليوم الثاني.
وانضمت بلديات في شمالي السودان للتظاهرات الاحتجاجية الرافضة للغلاء وتردي الأوضاع الاقتصادية.
وفي وقت اندلعت تظاهرة طلابية محدودة في أحياء “الحاج يوسف، وأركويت” اندلعت تظاهرات طلابية أخرى بالعاصمة السودانية.
وأفاد شهود عيان من عطبرة، بأن السكان خرجوا للتظاهر بالرغم من فرض حالة الطوارىء في المدينة.
وأحرق المتظاهرون في بلدة الزيداب (250 كيلو مترا شمال الخرطوم)، مقر المحلية الإدارية بالبلدة، وفق شهود.
وذكر شهود عيان أن عشرات الطلاب أغلقوا شارع “واحد” في حي الحاج يوسف، كما قطع عشرات الطلاب شارع “عبيد ختم”، الرئيسي جنوب شرق العاصمة.
كما تداول نشطاء صوراً لتظاهرات في مدينتي بورتسودان (شرق) بربر (شمال)، وبلدات “المتمة والباوقة”.
اتساع الاحتجاجات
واتسعت دائرة الاحتجاجات في السودان، اليوم الخميس، واندلعت مظاهرات عنيفة منددة بالأوضاع الاقتصادية المتردية، وغلاء الأسعار في مدينة دنقلا، وبلدة السليم (شمال)، والقضارف (شرق) ومدينة سنار (جنوب شرق).
وأبلغ شهود عيان من مدينة القضارف، أن التظاهرات بدأها طلاب المرحلة الثانوية صباح اليوم، وسرعان ما انضم إليها المواطنون في سوق المدينة.
وقال الشهود، في إفادات منفصلة، إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، فقابلها المتظاهرون باحتجاجات عنيفة وبدأت أعمال التخريب.
وأضاف، أن الشرطة أطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين.
وتابع شهود العيان، حاول المتظاهرون حرق محطة للوقود، ولكن تدخل الجيش السوداني حال دون ذلك.
وذكر الشهود أنه تم حرق مبنى محلية (محافظة) القضارف (410 كيلو مترات شرق الخرطوم).
ولم يتم التأكد من مصادر رسمية بشأن إحراق مبنى المحلية، في حين يتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للمبنى مشتعلًا.
فيما أفاد آخرون، أن مظاهرات احتجاجية خرجت من السوق الكبير في مدينة دنقلا (530 كيلو مترا من الخرطوم)، وتم حرق مقر أمانة حزب المؤتمر الوطني الحاكم بمحلية دنقلا.
ولم يتم التأكد من مصادر رسمية، لكن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا صورا للمقر المحترق.
كما خرج مئات الطلاب من مقر جامعة دنقلا في بلدة السليم المجاورة للمدينة.
وذكر الشهود أن المدينة تشهد أزمة خبز، وقالوا للأناضول: أقل مقومات الحياة في المدينة لاتتوفر وإن توفرت فهي بأسعار مرتفعة.
فيما تداول ناشطون ووسائل إعلام فيديوهات لتظاهرات في مدينة سنار تبعد حوالي 280 كيلو مترا حنوب شرق الخرطوم.
ومنذ الأربعاء، تشهد مدن مختلفة بالبلاد مظاهرات احتجاجية بسبب التردي الاقتصادي والغلاء.
وأعلنت السلطات السودانية، حالة الطوارئ وحظر التجوال بمدينة عطبرة التابعة للولاية، عقب مظاهرات منددة بالأوضاع الاقتصادية، وانعدام الخبز والوقود بالمدينة.
كما علقت الدراسة بجميع مدارس المدينة بمرحليتها الأساسية والثانوية إلى أجل غير مسمى.
وجرى خلال الاحتجاجات حرق مقر الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) بالمدينة، ومبنى إدارة المحلية بالمدينة، وإحدى محطات الوقود حسب تصريحات والي ولاية نهر النيل، حاتم الوسيلة نقلتها وسائل إعلام.
كما شهدت مدينة الدامر شمال السودان 300 كيلومتر من الخرطوم تظاهرات احتجاجية وأحرق المحتجون مقر الحزب الحاكم بمدينة الدامر مركز الولاية.
وفي بورتسودان شرقي البلاد، ذكر إعلام محلي أن احتجاجات مماثلة اندلعت بالمدينة، فرقتها الشرطة بالغاز المسيل للدموع.
واعتبر حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان أن ما جرى في عطبرة محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن رئيس قطاع الإعلام بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، إبراهيم الصديق، أمس الأربعاء، قوله: “ما تم لو كان مظاهرة سلمية كان سيكون مقبولا ولكن هناك عمليات حرق وتدمير غير مقبولة” (دون تفصيل).
ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا 60 جنيهًا مقابل الدولار الواحد.