الاربعاء 12 ديسمبر 2018 16:22 م بتوقيت القدس
قال جنرال إسرائيلي إن “الانفصال عن الفلسطينيين يعد مقدمة للحسم النهائي لهوية الدولة اليهودية الآمنة والمزدهرة على طول السنين القادمة، دون الحاجة إلى ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، بمن فيها من ثلاثة ملايين نسمة، لأن الاستمرار بهذه الصيغة يعني الذهاب لدولة ثنائية القومية، وحينها لن نستطيع تمثيل الفلسطينيين في الكنيست، ولن تحافظ الدولة على صورتها الديمقراطية”. على حد زعمه.
وأضاف آرييه فيلمان القائم بأعمال الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الشاباك، في حوار لموقع القناة السابعة التابع للمستوطنين ” أنه “من أجل الوصول لهذا الواقع المأمول، يجب الانفصال الكامل عن الفلسطينيين، دون أن نخرج الجيش من المناطق الفلسطينية، لأن الانفصال يجب أن يتم على المجال المدني، وتحسين ظروف الفلسطينيين، وتمكينهم من حرية الحركة في مناطقهم، بأقل قدر من الاحتكاك مع الجيش، وتقوية السلطة الفلسطينية”.
وأكد فيلمان، أحد رموز حركة “ضباط من أجل أمن إسرائيل” الداعية للانفصال عن الفلسطينيين، أنه “من أجل تسهيل القيام بذلك يجب عدم القيام بأي خطوة من شأنها تغيير الوضع القائم، مثل البناء الاستيطاني خارج الكتل الاستيطانية، وفي المقابل عدم إخلاء أي تجمع استيطاني، طالما أنه لم يتم التوصل إلى حل نهائي مع الفلسطينيين، وبذلك نوقف التدحرج إلى الخيار السيئ الذي نهرب منه”.
وزعم أن “حلمي الشخصي بالنسبة للحل النهائي مع الفلسطينيين هو قيام دولة فلسطينية تحيا بجانب إسرائيل في سلام وأمن، لكن من الناحية الواقعية فلا أرى تحقق هذه الرؤية في الفترة القريبة القادمة، لأن المرحلة الحالية لا تحتمل أن نتحدث عن توقيع اتفاق سلام مع فصيل فلسطيني، خشية خرقه من فصيل آخر، كما حصل في قطاع غزة”.
وأشار إلى أنه “ليس لدي فكرة كيف سيظهر الحل النهائي مع الفلسطينيين، ولذلك فقد بادرنا إلى طرح موضوع الانفصال عنهم، بحيث نعمل على إيجاد واقع سياسي وميداني على الأرض، إلى حين تقوم قيادة جديدة وجيل مختلف، مع العلم أن المجتمع الفلسطيني الحالي متفهم لمسألة أن دولة فلسطينية لا يمكن إقامتها بقوة الذراع، رغم وجود جزء لا بأس به من الفلسطينيين متحمسين لإشعال الوضع الميداني”.
وأوضح أنه “في حال تجدد المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين قريبا، فلا أتأمل منها أن تهدئ من التوتر على المدى البعيد حتى يأتي جيل فلسطيني جديد، وفي المقابل فإنني أشكك في نوايا نتنياهو للتوصل إلى حل مع الفلسطينيين، رغم أن لديه العديد من الوسائل والأساليب التي تجعل الإسرائيليين يقتنعون بأنه يتطلع للسلام مع الفلسطينيين”.
وأكد أن “دولة إسرائيل لا تقول في هذه المرحلة الحقيقة الواضحة، فلا يعقل أن يتحدث نتنياهو عن السلام مع الفلسطينيين، وفي الوقت ذاته يبني المزيد من النقاط الاستيطانية، يجب معرفة ماذا نريد نحن كإسرائيليين، رغم أن الواقع معقد جدا”.
وختم بالقول إن “نتنياهو لا يريد المخاطرة بإقامة دولة فلسطينية قادرة على الوصول لمطار بن غوريون وغوش دان وسط تل أبيب، وفي الوقت ذاته يخشى من فكرة ضم مناطق من الضفة الغربية، ومن أجل ذلك فهو يفضل بقاء الوضع القائم كما هو”.