الجمعة 16 نوفمبر 2018 08:55 م بتوقيت القدس
دعا ناشطون ماليزيون في مجال العمل الإنساني المجتمع الدولي إلى إجبار إسرائيل على فك الحصار عن قطاع غزة فورا ودون تأخير، وذلك بعد أن ضاعف العدوان الإسرائيلي الأخير عليه من المعاناة الإنسانية، بينما اعترفت الأمم المتحدة مسبقا بأن غزة لن تكون صالحة للحياة بحلول العام 2020.
وقالت الطبيبة فوزية حسن إن إسرائيل تحتجز في ميناء أسدود 135 صندوقا من أدوية ومستلزمات طبية يحتاجها مرضى غزة بشكل ملح، والتي حملتها الناشطة الإنسانية على متن سفينة العودة في أغسطس/آب الماضي.
وقالت الطبيبة الناشطة ضمن هيئات إنسانية محلية وعالمية إن احتجاز المواد الطبية مخالف لكل القوانين والشرائع الدولية بما فيها اتفاقيات جنيف، وإن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على غزة فضحت الدعاية الإسرائيلية بتمثيل دور الضحية، مضيفة أن دعم العالم الحر يمكن أن يحقق العدالة والحرية للفلسطينيين الذين حرموا منهما منذ عام 1948.
وأضافت الدكتورة فوزية -في مؤتمر صحفي عقدته منظمة ماي كير الماليزية لتسليط الضوء على الوضع الإنساني في غزة– أن محاولات كسر الحصار عن غزة لن تتوقف، وأن هيئات إنسانية عالمية لن تتخلى عن مسؤولياتها الأخلاقية وستواصل جهودها حتى انتهاء الظلم الواقع على الفلسطينيين.
وقالت في تصريحات للجزيرة نت إن نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) في جنوب أفريقيا ما كان له أن ينهار لولا الضغط الشعبي العالمي، وإن الأبارتايد الإسرائيلي ليس عصيا على إرادة الشعوب الحرة، مضيفة أن مطالب الحرية والعدالة وحقوق الإنسان لا تشكل تهديدا وسوف تتحقق باستمرار الضغوط ودعم السياسيين.
وضع مأساوي
من ناحيته انتقد البروفسور حفيظي محمد نور ما سماه ضعف ردة الفعل وبطئها من قبل حكومات العالم تجاه الوضع الإنساني في فلسطين، وخاصة غزة بعد تكرار العدوان الذي شهدت الفصل الأخير منه خلال الأيام القليلة الماضية.
وناشد حفيظي مؤسس ورئيس منظمة ماي كير الماليزية العالم التحرك قبل فوات الأوان، وقال في حديثه للجزيرة نت إن تحرياتنا تؤكد أن غزة لم تعد صالحة للحياة البشرية بالفعل، وأن الأمم المتحدة حذرت من أن استمرار الوضع المأساوي سوف يحولها إلى منطقة غير صالحة للحياة بحلول عام 2020.
وحذر حفيظي الدول العربية والإسلامية من الوقوع في فخ التطبيع مع كيان مغتصب ومستمر في عدوانه، وقال إن التطبيع هو التكتيك الذي تهرب به إسرائيل من الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وذلك بتسويق التعاون الاقتصادي وتقديم مصالح هذه الدول على مبادئ الحقوق والعدالة.
وشدد على أن أي تعامل مع سلطات الاحتلال يجب أن يكون من خلال بوابة الحرية للشعب الفلسطيني وليس من خلال المصلحة الخاصة للدول أو إرضاء للولايات المتحدة، وقال إن القضايا الإنسانية الملحة كافية للضغط على إسرائيل ورفض التعامل معها قبل توفير حياة كريمة للفلسطينيين.
حماية دولية
الموقف الرسمي الماليزي عبر عنه بيان لوزارة الخارجية أعرب عن قلق من تدهور الأوضاع في غزة، وحمل إسرائيل مسؤولية حماية المدنيين وفق القوانين الدولية، ودعا بيان الخارجية الماليزية إلى توفير حماية دولية للفلسطينيين تضمن وقف ارتكاب المذابح ومنع استمرار خرق حقوق الإنسان.
واتهمت الحكومة الماليزية في بيان خارجيتها إسرائيل بتهديد عملية السلام من خلال العدوان الأخير، وقالت إنها متمسكة بخيار الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على الأراضي التي احتلت عام 1967.