السبت 27 اكتوبر 2018 15:27 م بتوقيت القدس
في محاولة لتفسير إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات المحيطة بالقطاع، من قبل حركة الجهاد الإسلامي، والذي توقف ظهر اليوم، السبت، بوساطة مصرية، حاول المحلل العسكري لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تفسير ذلك من باب الضغوط الإيرانية على الولايات المتحدة لكي تمتنع الأخيرة عن فرض المزيد من العقوبات على إيران في السادس من الشهر المقبل.
ودون أن يربط المحلل العسكري إطلاق الصواريخ، بتصعيد الاحتلال الإسرائيلي الجمعة بوجه خاص، وسقوط 6 شهداء وعشرات الجرحى، ناهيك عن الحصار الجائر المفروض منذ سنوات والأزمة الإنسانية المتفاقمة، اعتبر أن إطلاق الصواريخ كان بتعليمات مباشرة من إيران لحركة الجهاد الإسلامي.
وكتب أن الحركة أخضعت نفسها لإيران، مثل حزب الله، ولا تتلقى تمويلا وتسليحا منها، فحسب، وإنما التعليمات أيضا.
واعتمد بن يشاي في تحليله على أمرين: الأول هو النشر عن أن المصريين توصلوا إلى تفاهمات مع حركة حماس على تجديد التهدئة بشكل مماثل لما حصل في أعقاب الحرب العدوانية على القطاع صيف عام 2014؛
أما الأمر الثاني فهو سفر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى عمان، وإجراء محادثات سياسية مع السلطان قابوس، بعد عدة أيام من زيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
ويضيف المحلل العسكري في هذا السياق أن قابوس الذي يقدم خدمات كبيرة جدا للإدارة الأميركية في العقد الأخير، هو الذي بادر إلى الحوار غير المباشر بين نتنياهو عباس، والذي ترى فيه طهران تهيئة للإقدام على خطوة كبيرة تعرض فيها الإدارة الأميركية خطتها لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي (صفقة القرن).
وبحسبه، فإن إيران تحاول عرقلة ذلك، وتشكيل وسيلة ضغط على الأميركيين كي يمتنع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن فرض موجة أخرى من العقوبات الاقتصادية على إيران، تمنعها من تصدير النفط وبيعه، في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر.
وكتب أن "الإيرانيين يحاولون الضغط على الأميركيين من خلال التخريب بمصالحهم ذات الصلة بإسرائيل، من أجل تخفيف العقوبات الاقتصادية، وبالتالي يصبح من الواضح لماذا صعدت حركة الجهاد الإسلامي، بتعيمات من إيران، خلافا لمصالح حركة حماس التي تريد إنهاء المفاوضات مع المصريين".
كما عرض سببا آخر لإطلاق الصواريخ، وهو أن كلا من حركتي حماس والجهاد لا تسعيان لتسوية تحقق التهدئة وتخفف الضائقة الإنسانية في القطاع، فحسب، وإنما إلى صورة انتصار أيضا، فالحركتان تريدان تسوية بشروطهما لعرض ذلك على أنه "انتصار عسكري للمقاومة". وفي حين أن التسوية تلوح في الأفق، فإن حركة الجهاد تريد أن "تطلق الطلقة الأخيرة"، لإثبات أن مسيرات العودة والبالونات الحارقة أجبرت إسرائيل على القبول بشروط التسوية التي يتوسط فيها المصريون. على حد قوله.
في المقابل، يضيف، أن إسرائيل باتت تتعايش مع هذا النهج، فالمصريون يفاوضون حماس والجهاد، والحركتان تتعهدان بوقف التصعيد بينما تتواصل مسيرات العودة. وبين الحين والآخر، وعندما تقع مصاعب في المفاوضات، يحصل تصعيد صاروخي، لتتجدد المفاوضات مع المصريين في أعقابه.
كما يضيف أن إسرائيل باتت تعايش أيضا مع التآكل المتواصل في إحساس سكان غلاق غزة بالأمن، وفي الوقت نفسه تتفاقم الضائقة الإنسانية في قطاع غزة، لكونها تريد علاقات وثيقة وتعاونا مع مصر، ولأن المجلس الوزاري المصغر يقر بعدم وجود فائدة من شن حرب كبيرة على قطاع غزة تمهيدا لتنصيب قيادة أخرى قد لا يكون من المؤكد أنها قادرة على وقف إطلاق الصواريخ بصورة أفضل.
وبالنتيجة، يضيف بن يشاي، فإن إسرائيل تستخدم الجولات القتالية كي تدمر بشكل منهجي جزءا ملموسا من القدرات العسكرية النوعية لحركة حماس.