الاربعاء 24 اكتوبر 2018 07:52 م بتوقيت القدس
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إن السلطات السعودية دبرت ”أسوأ تستر على الإطلاق“ فيما يتعلق بقتل الصحفي جمال خاشقجي هذا الشهر، في الوقت الذي تعهدت فيه الولايات المتحدة بإلغاء تأشيرات دخول بعض من يعتقد أنهم مسؤولون عن الحادث.
وتحدث ترامب بعد ساعات من رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محاولات الرياض تحميل المسؤولية عن قتل خاشقجي لضباط مارقين وحثها على ”الكشف عن كافة المتورطين في هذه القضية من أسفل السلم إلى أعلاه“.
وتسبب مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في الثاني من أكتوبر تشرين الأول في غضب عالمي وأثار تساؤلات بشأن الدور المحتمل لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان،الحاكم الفعلي للسعودية والذي يسيطر بحزم على أجهزة الأمن بالمملكة.
ويعتقد مسؤولون أتراك أن خاشقجي قُتل عمدا داخل القنصلية وتم تقطيع أوصاله على يد فريق من السعوديين. وقال ترامب إن قتل الصحفي وما تلاه من تستر من جانب السعودية كان ”فشلا ذريعا“.
وأضاف للصحفيين ”ما كان ينبغي أبدا أن يحدث قتل أو تستر عليه، لأنه ما كان ينبغي حدوثه أبدا“.
وأضاف أنه تحدث يوم الاثنين إلى ولي العهد السعودي الذي نفى أي علاقة له بمقتل خاشقجي.
وفي وقت سابق قال الرئيس الأمريكي إن المسؤولين السعوديين تعاملوا مع قضية خاشقجي بطريقة سيئة.
وقال للصحفيين في البيت الأبيض ”صفقة سيئة، ما كان ينبغي التفكير فيها أبدا. ارتكب شخص ما خطأ. ودبروا أسوأ عملية تستر على الإطلاق“.
ولم يعلن ترامب رأيه حول من المسؤول النهائي. لكن وزير الخارجية مايك بومبيو قال إن الولايات المتحدة حددت بعض المسؤولين السعوديين الذين تعتقد أنهم ضالعون في قتل خاشقجي وإنها ستتخذ إجراءات مناسبة منها إلغاء تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه سيتم إلغاء تأشيرات دخول 21 سعوديا إلى الولايات المتحدة أو سيكونون غير مؤهلين للحصول على تأشيرات بسبب مقتل خاشقجي.
وقال مسؤول في الوزارة إن الغالبية العظمى من هؤلاء يملكون تأشيرات أمريكية. وقال بومبيو ”تلك العقوبات لن تكون كلمة الولايات المتحدة الأخيرة بشأن القضية“.
ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق بشأن الإجراءات الأمريكية. ونفت الرياض في بادئ الأمر أي علم لها بمصير خاشقجي ثم أعلنت عن مقتله في شجار داخل القنصلية. وأبدى العديد من الحكومات الغربية تشككا في الرواية السعودية مما أدى إلى توتر العلاقات مع أكبر مصدر للنفط في العالم.
وغيرت السعودية بعد ذلك بعض أجزاء روايتها الرسمية بشأن وفاة خاشقجي مما زاد من القلق الدولي.
أردوغان يتوعد
من جانبه، لم يذكر أردوغان الأمير محمد الذي يشتبه بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بأنه من أصدر الأمر بالقتل.
وقال في كلمة أمام البرلمان ”لقد اتخذت الإدارة السعودية بالفعل خطوة مهمة بإقرار حدوث القتل. ونحن من الآن فصاعدا نطالبها بالسعي إلى الكشف عن كافة المتورطين في هذه القضية من أسفل السلم إلى أعلاه وبتطبيق العقاب اللازم أمام القانون“.
وتقول مصادر تركية إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا قيل إنه يوثق مقتل خاشقجي (59 عاما) داخل القنصلية. ولم يشر أردوغان في كلمته إلى أي تسجيل صوتي.
وقال اجتماع لمجلس الوزراء السعودي رأسه الملك سلمان إن الرياض ستحاسب المسؤولين عن هذه الجريمة ومن تقاعسوا عن القيام بواجباتهم أيا كانوا.
وقالت محطة (سي.إن.إن ترك) إن محققين أتراكا فتشوا سيارة تابعة للقنصلية السعودية في اسطنبول كان بها حقيبتان وأشياء أخرى. ولم يعرف ما الذي كان بالحقيبتين.