اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، جريمة بشعة، لكن بلاده لن تدلي بدلوها على الحادث إلا بعد كشف الحقيقة.
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره التونسي، خميس الجهيناوي، قال لودريان، ردا على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا تنوي التعامل مع هذا الوضع مثل ألمانيا، التي أكدت أنها لن تقوم بتوريد الأسلحة للسعودية حاليا، إن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول "جريمة كبرى ومن الضروري التحقيق فيها للوصول إلى الحقيقة".
وشدد وزير الخارجية الفرنسي على أن رد بلاده على مقتل الصحفي السعودي سيأتي "فقط بعد استجلاء الحقيقة" كاملة.
واختفى خاشقجي، الصحفي السعودي المعروف بمقالاته وتصريحاته التي انتقد فيها سياسات بلاده في مجالات عدة، يوم 2 أكتوبر الجاري إثر دخوله مقر قنصلية المملكة في اسطنبول التركية لإنهاء وثائق خاصة بحالته العائلية.
وأعلنت السعودية رسميا فجر السبت الماضي أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي أظهرت "وفاته" نتيجة "اشتباك بالأيدي" نجم عن شجار مع أشخاص قابلوه في القنصلية، وذكر أنه تم توقيف 18 شخصا حتى الآن في إطار التحريات وهم جميعا من الجنسية السعودية، دون الكشف عن مكان وجود جثمان الصحفي، واعترفت سلطات المملكة بأن الصحفي قتل على يد فريق أمني سعودي وسل إلى المدينة في 2 أكتوبر وضم 15 فردا، مشددة على أنهم والواقفين وراء عملية هذه المجموعة "تجاوزوا صلاحياتهم" وثم حاولوا "التغطية على الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه".
كما أعفى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، مجموعة مسؤولين استخباراتيين بارزين، على رأسهم نائب رئيس الاستخبارات العامة، اللواء أحمد عسيري، بالإضافة إلى المستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وأمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد، محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة و"تحديد صلاحياتها بدقة".
وأعربت مجموعة من الدول الغربية تشمل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا والدنمارك عن شكوكها في رواية السعودية بشأن قضية مقتل خاشقجي، فيما وصفها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالجديرة بالثقة، لكنه أشار لاحقا إلى أنه أيضا غير راض عن أسلوب تعامل المملكة مع هذا الحادث.