الاثنين 15 اكتوبر 2018 21:06 م بتوقيت القدس
توظيف المُعلّمين قضية شائكة وبلا حلول وتفسيرات- بقلم المُربية ولاء نمر خُطبا- طالبة الدكتوراة في علم النفس التربوي جامعية اليرموك
قضية تعيين المعلمين بمدارسنا العربية، قضية شائكة وبلا حلول وتفسيرات منطقية لما يدور داخل أروقة وزارة المعارف، حيث أن المفروض أن يتم التعيين حسب معايير معينة ، منها إستخدام نقاط الإستحقاق، سنوات الخبرة والأقدمية، واحتساب الألقاب الأكاديمية.
لا يُعقل في هذا العصر أن يتم تعيين المعلمين بمجرد الضغط على زر بالكمبيوتر ليظهر الإسم المُراد تعيينهُ، من قبل الداعمين لهُ، ويقوم مدير المدرسة بالتعاون على قبوله دون ان يكون له اي رأي مهني بالموضوع، بالمقابل التعيين بالوسط اليهودي تقوم وزارة المعارف بإرسال مجموعة من المعلمين ليختار مدير المدرسة الأجدر والأحق مهنيا وأكاديمياً.
الأمر الأكثر سوءاً وإزدراءًا، كيف يُعقل تعيين العشرات من المعلمين والمعلمات بوظائف كاملة في بلداتهم وخارجها ، وهم تخرجوا للتو من كليات تأهيل المعلمين بدون أي وجه حق لذلك!
بالمقابل هناك الكثير من المعلمين ذوي ألقاب أكاديمية وخبرة في سلك التربية والتعليم يعملون في ألوية وبلدات تبعد عن مكان سُكناهم ما لا يقل عن 200 كيلو متر.يعانون ويلات السفر والغربة وعناء الطرقات.. والعيش بعيداً عن احبابهم... عدا الكم الهائل من المعلمين الذين تخرجوا منذ سنوات ولا يملكون أدنى حق حتى بالسؤال عن الساعات وتفاصيل الأمور المتعلقة بالتعيينات، واضطروا للتوجه الى للعمل بمجالات أخرى، ليُفسح المجال امام "المتخرجين والمتخرجات" الجدد الذين لا يملكون أي حق في الحصول على ساعات معينة بعد تلقي توصيات من المفتش والمدير وعدة أطراف تعتمد الواسطة والمحسوبيات في عملها ، والأسوأ من هذا أن لبعضهم لا يوجد الكفاءات المطلوبة، وغير مؤهلين لتربية وتعليم أبناؤنا ، وفي اللحظة التي أستلموا وظائفهم يتمسكون بها ويحلمون للوصول لجيل التقاعد ، والضحية الوحيدة هم أبناؤنا.
وعند التوجه للأطراف المسؤولة في الوزارات من مفتش ومدير وآخرون يتم الإجابة بتعجرف وثقة مبالغ بهما ... "هنالك دور وعليكَ/كِ الإنتظار"، "لا يوجد عدد ساعات كافٍ " ، وبعد بداية السنة الدراسية بأشهر بقدرة أشبه بالسحر تخرج الساعات ويتم توظيف الأحباب والمقربون منهم ، وغرباء لا تمت لهم أي صلة في مجال التربية والتعليم!
وفي ظل غياب النزاهة في قضية التعيينات وكثرة الفساد الجائر المنتشر ، يُظلم الكثير ممن هُم أجدر وأحق في التعيين ببلادهم وقراهم بالقرب من ذويهم وعائلاتهم ، بدلاً من أن يتم إدخار طاقاتهم وإبداعهم لتصُب في مصلحة البلد يتم إبعادهم وتهميشهم.
هل أخبركم بأني جزء من هذه المعاناة !! للعلم اني وبحسب شهاداتي وكفاءاتي وخبرتي وموقعي أحق من كل هؤلاء الذين يمتهنون الواسطات للوصول لوظائفهم!
اذا كان في وزارة التعليم أشخاص اختيروا ليمثلوا المجتمع وهم ذاتهم بؤرة الفساد ...فما هو حال المجتمع من بعدهم ؟!
لكل هؤلاء الأشخاص ، أقول لقد سُنحت الفرصة لكم أن تكونوا في مناصب مهمة في الوزارات، بحيث تعمل على تأسيس اجيال قادمة ومجتمعات بأكملها ، فاعملوا بضمير وضعوا مخافة الله نُصبَ أعينكم.
وقُل اعملو فسيرى الله عملكم ، سوف تحاسبون على عملكم هذا ، وسوف يُحاسب الذين تم تعيينهم بغير الحق ! ا
