الاحد 14 اكتوبر 2018 15:35 م بتوقيت القدس
من المألوف جدا ان يستقبل مدير مدرسة أولياء أمور طلبته. البارحة دخل الى مكتبي رجل بصحبة زوجته – شرفت باني كنت معلما لهما قديما – وخلت هذه الزيارة كغيرها روتينية، هدفها التباحث في أمور متعلقة بالأولاد.
ولكن بعد الترحيب واحتساء فنجان القهوة استطاع الرجل ان يفاجئني بعد هذه السنوات الطوال من مزاولتي للمهنة. بوجه بشوش وابتسامة عريضة مدّ يدا نديّة تحمل ظرفا منتفخا، وبصوت ورع قال: "جئت لأتبرع من خالص مالي للمدرسة بمبلغ 5000 شاقل، اطمع في ان تتقبله مني".
وقفت حيران امام هذه الكلمات الدافئة، لساني عجز عن الكلام... لم أدر ماذا أقول... لم أتوقع ابدا مثل هذه المفاجأة... ولم استعدّ لمثلها... لملمت كلماتي بقوة، وشكرته بما فتح الله عليّ.
اخوتي واخواتي، ان الله كريم يحب الكرم وجواد يحب الجود.
قيل: "الجواد الذي يعطي من غير سؤال، والكريم الذي يعطي مع السؤال" – وقيل العكس.
أهلنا الكرام، المدارس بحاجة ماسة الى جودكم والى كرمكم. تفعيل باب التبرع للمدارس يساهم كثيرا في تحسين واقع البيئة المدرسية، ويمكن من ادخال البرامج التربوية الهادفة، ويعزز من الأنشطة التربوية والتعليمية، ويزيد من التكافل الاجتماعي، ويساعدنا في مواجهة التحديات للنهوض بالعملية التربوية في كافة المجالات.
في مشواري المهني الطويل تلقيت الكثير الكثير من التبرعات السخيّة للمدرسة من اهل الكرم والجود، وهم كثُر من أبناء الرينة الطيب أهلها، واشكرهم من أعماق قلبي على سخائهم، لان من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
البارحة - شعرت وكان نسيما عليلا يهب على مكتبي في يوم حرور. زيارة ذاك الرجل الجواد هزّ مشاعري وبشدّة. وقد علمت من ذاك الجواد انه في طريقه الى جناح المدرسة الإعدادية...
وكأنّي بمشاعر مديرة الإعدادية قد اهتزّت هي الأخرى!
فطوبى لأهل الجود وطوبى لأهل الكرم!
التعليقات
ابو موسى14 اكتوبر 2018
شو علاقة الميزانيه بالموضوع
ام ترى بكل ابناء الرينة ابناءها14 اكتوبر 2018
لك كل الاحترام استاذي ولكل من يجود بماله لاجل وجه الله تعالى. ولكن للاسف مدارسنا لا تحصل على الميزانيات التي تصلها من وزارة المعارف . تستغل هذه الاميزانيات لامور اخرى لا علاقة لها بالتعليم.\r\nحتى المعلمين يتذمرون من قضية انتقاص معاشاتهم وبدون حق.\r\nللمسؤول عن هذا الامر عليك ان تخاف الله \r\nان الله غير غافل عنكم يا غافلون.\r\nارجو النشر فانا لم اذكر اي امر غير صحيح. ذلك انني معلمة ذقت ظلمهم على نفسي.