الاحد 14 اكتوبر 2018 12:00 م بتوقيت القدس
تمّ مؤخرًا إدخال جهاز جديد ومتطوّر للموجات فوق الصوتية في قسم الطب الباطني (د) في مركز رامبام الطبي. يدور الحديث حول جهاز متنقّل من شركة فيلبس، والذي يُمكّن الطاقم الطبي من توفير الرعاية الطبية المستمرة بمستوً عالٍ من الدقة في تشخيص الأمراض والمشاكل الطبية المختلفة، بالإضافة إلى قدرات علاجيّة أفضل وأسرع لمرضى القسم. تمّ اقتناء الجهاز خصيصًا لهذا القسم، من خلال مساهمات اثنين من المرضى وعائلاتهم.
واحدة من الحالات الأولى التي تمّ علاجها في القسم بفضل الجهاز الجديد كانت الحالة الخاصة بـ (ش)، وهي امرأة بجيل السبعين من منطقة حيفا، والتي دخلت المستشفى مؤخرًا لتلقي العلاج في قسم الطب الباطني (د) بسبب ضيق حاد في التنفس أصابها. من خلال عملية الفحص التي قام بها الأطباء في القسم، وقفوا على نتيجة مثيرة للشك حيث أنه من بين الأسباب الكثيرة التي يمكن أن تفسر حالة المريضة، وجود سوائل المتراكمة بين القلب والغشاء المحيط به. هذه المشكلة، التي يمكنها أن تضرّ بانقباض عضلة القلب، قد تؤدي إلى عدم عمل القلب بشكل صحيح والتسبب بالموت بسرعة. من أجل أن يقوم الأطباء بتأكيد شكوكهم، كان عليهم إجراء اختبار لعمل القلب في معهد أمراض القلب، ولكن هذا الأمر قد يأخذ وقتًا. نظرا لتوفر جهاز الموجات فوق الصوتية المتنقل في القسم، تمكن أطباء الباطنية (د) من إجراء اختبار فوري لانقباض القلب، في سرير المريضة، دون إضاعة الوقت، أو إزعاجها بالذهاب إلى قسم آخر في المستشفى. في الاختبار تبيّن صحةّ وجود سائل الذي يحيط بقلبها، وخلال مدة قصيرة تم نقلها إلى وحدة العناية المركزة في المشفى، وهناك قامت بعملية إزالة للسائل.
وفقًا للبروفيسور مغير خمايسي، مدير القسم، يدور الحديث حول استخدام تكنولوجي رائع ومميّز في مجال الطب الباطني: " هذا اتجاه آخذ بالتوسّع في أقسام الطب الباطني في البلاد والعالم، اليوم هناك عدد قليل جدا من الأقسام في البلاد التي تملك جهازا كهذا، ولكن في المستقبل غير البعيد نحن نتوقع أن يصبح الجهاز جزءً من العلاج المعتاد في قسم الباطنية".
يشرح البروفيسور خمايسي أن استخدام الجهاز له فوائد طبية عديدة ولكنه لا يقتصر على الجانب العلاجي: "عندما نتمكن من إجراء بعض الفحوصات
في القسم نفسه، فإننا ننجح في تقليل الحمل عن المنظومة كلها، ولكن الأهم من ذلك، توفير خدمة أفضل وأسرع للمرضى. فبدلًا من إزعاج المريض من أجل إجراء اختبارات في وحدات مختلفة من المشفى، يتمّ إجراء كل شيء في نفس القسم من أجل راحته. بالإضافة، إننا الجهاز يجعلنا نحصل على إجابات سريعة ودقيقة، وبالتالي إننا نكون قادرين على منح علاج بصورة أفضل".
حالة أخرى يمكنها أن تثبت مزايا الجهاز واستخداماته للقسم، هي في وجود مشكلة شائعة يأتي بها العديد من المرضى الأكبر سنّا إلى الطوارئ: تدهور وظائف الكلى والخوف من احتباس البول. غالبا، يمكن إجراء التشخيص عن طريق إدخال أنبوب للقسطرة البولية للمريض، إلّا أن هذه العملية يرافقها الألم، زيادة الالتهابات، تعطيل جودة الحياة وخصوصية المريض. في حين أن اختبار بسيط بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية المتنقل يسمح بتجاوز الإجراء السابق وعدم الراحة الناتجة عنه. في حال أكد اختبار الموجات الفوق صوتية تشخيص احتباس البول يمكن علاج المشكلة بسهولة وفعالية.
الجهاز فعال في تشخيص تراكم السوائل في أقسام الجسم المختلفة، من بينهم: الرئتين، تجويف البطن، منطقة القلب وأكثر من ذلك. كما ويساعد الأطباء في عملية إزالة السوائل بدقة وبشكل أمثل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الجهاز لعمليات النقل للأوعية الدموية المركزية، والكشف عن التهاب المفاصل، الأمراض الالتهابية وأكثر عن ذلك.
" من المهم أن نذكر أن معظم مرضانا هم من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، الذين يدخلون المشفى بشكل متكرر، ذوي أمراض معقدة، والذين يعانون الكثير". يختتم البروفيسور خمايسي: "إن استخدام هذا الجهاز يساعدنا على توفير الرعاية الطبية الممتازة التي توفر لهم الوقتا الثمين، الألم، وعدم الراحة. إن رفاه هؤلاء المرضى هو جزء لا يتجزأ من عملية العلاج وله أهمية كبيرة في عملية الشفاء".