قال إيمري ليفي سادين الكاتب اليميني الإسرائيلي إن “الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترمب قد تقدم على إيجاد حل جذري لموضوع اللاجئين الفلسطينيين من خلال فكرة الترانسفير، بما لم تجرؤ عليه أي حكومة إسرائيلية، حتى من أوساط اليمين”.
وأضاف في تحقيق مطول نشرته صحيفة ميكور ريشون التابعة للمستوطنين، أنه “وعلى الرغم من أن العديد من الحكومات الإسرائيلية والساسة حول العالم بحثوا في السابق بجدية إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين، فإن مصطلح الترانسفير شكل أمامهم عقبة يصعب تجاوزها”.
واستحضر الكاتب “عددا من المراسلات الحكومية الإسرائيلية حول نقل فلسطينيين من قطاع غزة للضفة الغربية، ونقل جزء من سكان الضفة للأردن والضفة الشرقية، ومن هناك إلى مناطق أخرى حول العالم العربي، ومنها منطقة العريش في مصر، دون أن يأخذ هذا العمل جانبا رسميا، أو يظهر أنه مخطط من قبل إسرائيل”.
وأوضح أن “هذا النقاش تزايد بصورة قوية بعد حرب الأيام الستة عام 1967، حيث انخرط رؤساء دول وحكومات، ومنظمات إغاثة، ورجال أكاديميا واقتصاد، ونواب أمريكيون وزعماء يهود، ووضع كل هؤلاء ثقلهم في سبيل إيجاد حل لأحد المشاكل الأكثر تعقيدا في الصراع الذي يشهده الشرق الأوسط منذ سبعة عقود، وهي قضية اللاجئين، لكن أياً من هذه الحلول على كثرتها لم تجد طريقها إلى التنفيذ على الأرض”.
وأشار إلى أن “مشكلة اللاجئين الفلسطينيين لم تنشأ عام 1967، وإنما قبل تسعة عشر عاما، وتحديدا في 1948 في الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، حين ترك سبعمائة ألف فلسطيني بيوتهم، وأقاموا في مخيمات لاجئين في الدول المجاورة، ولم يتم إعادة إعمار هذه المخيمات حتى اليوم”.
وأضاف أن “حرب 1967 أضافت جرعة جديدة لهذه المشكلة، رغم أنها ظهرت كحل للمشكلة ذاتها، فانتصار إسرائيل في الحرب أضاف داخل حدودها مليونا آخر من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وشكلت نتائج هذه الحرب إضافة مناطق جديدة إلى إسرائيل، بما فيها سيناء، وضعف العالم العربي، ما شكل مؤشرات على نشوء حلول جديدة لمشكلة اللاجئين وتوطينهم”.
الهجرة الطوعية
من جانبه قال أوري بانك أحد زعماء حركة “موليدت” اليمينية التي دعت لترحيل الفلسطينيين من الأراضي المحتلة في السبعينيات والثمانينيات، إن “المشروع يقوم على تشجيع الهجرة الطوعية، أو وفق صيغة تبادل السكان”.
وقد رفض الناطق العسكري الإسرائيلي “الرد على أسئلة حول عدد الفلسطينيين الذين يغادرون طوعا الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنه رفض الإفصاح عن السياسة التي يتبعها منسق شؤون المناطق الفلسطينية بوزارة الحرب الإسرائيلية حول هذا الموضوع”.
وقال أريئيه أريئيل المحاضر في العلوم السياسية بالكلية الأكاديمية عيمك يزرعائيل إن “إسرائيل عرضت في عقود وسنوات سابقة عددا من المخططات لمن يرغب من الفلسطينيين بمغادرتها إلى الأرجنتين أو أوروبا، لكنها كانت في أطر سرية، ولم تكن علنية، خشية استدرار غضب الأوسط السياسية حول العالم”.
وأضاف أن “خطة العريش بعد حرب 1967 كانت إحداها، وقامت على إساس إخلاء لاجئي قطاع غزة في شمال سيناء، وتم تقديمها من بعض الجهات، بينهم أدموند دي روتشيلد حفيد البارون الصهيوني، وقامت على أساس إنشاء محطات تحلية للمياه في سيناء والأردن، وإقامة مشاريع اقتصادية للاجئين الفلسطينيين بتمويل مصارف يهودية أو صندوق دولي لهذا الغرض، ولكن في النهاية انسحبت حكومة ليفي أشكول من الفكرة”.
التوطين الأمريكي
وفي مرحلة لاحقة قال أريئيل إن وزير الخارجية الإسرائيلي المخضرم أبا إيبان قدم خطة مشابهة، ثم قدم السيناتور الأمريكي إدوارد كينيدي الأخ الأصغر للرئيس الراحل، خطة “تقوم على أساس توطين مائتي ألف لاجئ فلسطيني من غزة في القارة الأمريكية، في دول: الولايات المتحدة، وكندا، والبرازيل، والأرجنتين، وباراغواي. وبذلت الحكومة الإسرائيلية آنذاك مع الأثرياء اليهود جهودا لإخراج الخطة إلى حيز التنفيذ دون جدوى”.
وأكد أنه “مع ظهور الفوارق بين اليمين واليسار في الساحة الإسرائيلية، وبروز الحركة الوطنية الفلسطينية في السبعينيات والثمانينيات، ثم توقيع اتفاقات السلام العربية والفلسطينية مع إسرائيل، فقد دفنت فكرة الترانسفير إلى الأبد، ولم يعد أحد يجرؤ على الحديث بشأنها”.
واستدرك أريئيل بالقول: “ظهر فجأة موشيه فيغلين زعيم حركة (هوية)، والذي قال إنه لا يقصد الترانسفير بالمعنى المألوف للكلمة، بأن يجمع الفلسطينيين، ويضعهم بالقوة في الحافلات، وطردهم خارج الحدود، لكنه دعا لإيجاد واقع تضطر فيه غالبية الفلسطينيين لطلب المغادرة بإرادتها، وتتقبل مثل هذه الإمكانية”.
وأشار إلى أن “ذلك يتطلب من إسرائيل اتباع سياسة تتجاوز حاجز الخوف، وتقدم عليها، حينها فإن الديموغرافيا الفلسطينية ستكون بعد عقد من الزمن أقل بخمسين بالمائة من الموجودة حاليا”.
ترامب غير متوقع
وأوضح أريئيل أن “مسألة اللاجئين الفلسطينيين تعود اليوم إلى طاولة البحث مجددا مع الخطوات الأمريكية الخاصة نحو إعادة توصيف وضعيتهم القانونية، وتقليص حجم المساعدات المقدمة للأونروا، ووجود توجه بإغلاق هذه الوكالة الدولية، رغبة من واشنطن بعدم التمترس خلف الوضع القائم، واتخاذ مخاطرة بكسر الكثير من الأعراف من أجل تحقيق الهدف المرجو”.
وشدد على أنه “بغض النظر عن أي حل ينتظر اللاجئين الفلسطينيين، سواء كان الترانسفير أم سواه من الحلول، فنحن أمام ترامب، الرئيس غير المتوقع، وربما تقوم واشنطن في عهده بالخطوات التاريخية التي لم تجرؤ عليها إسرائيل حتى اليوم”