بسم الله نحمده حمداً يوازي نعمه ويدفع نقمته ويكافئ مزيده ونصلي ونسلم ونبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصبحه وسلم.

هنالك العديد من الامثال الشعبية التي تتداول بين صفوف مجتمعنا تم استسقائها من حدث او رواية، من بين الأمثلة الرائدة استعمال مصطلح "باص 11" والذي يعني المشي على الاقدام؛ كون الرجليين على شكل رقم 11 ومن خلالهما يتم الانتقال من مكان لأخر. في هذه المقالة سوف نتطرق الى هذه الرواية من المجال العلمي الجغرافية- التاريخية والذي يبحث بالعلاقة المتبادلة بين الاحداث التاريخية والمدى الجغرافي.

تعود الرواية الجغرافية- التاريخية لمصطلح " باص 11" لسنوات ال-30 وسنوات ال-40 من القرن الماضي. عندما خضعت البلاد تحت الحكم البريطاني ( 1918- 1948) وقد عانت البلدات العربية وخصوصاً الجبلية من مشكلة المواصلات، بحث لم يستطيع الباص الوصول الى نواة البلدة من اجل نقل المسافرين وذلك يعود :
أ‌- الازقة الضيقة وبناء السلاسل على طرفي الطريق.
ب‌- التضاريس الصعبة ونقص بالمعدات.
في منتصف سنوات ال-30، أي بعد مرور اكثر من عقد من بداية الحكم البريطاني في البلاد تم شق بعض الطرقات ببعض البلدات العربية الجبلية ( منها شفاعمرو) وتم تعبيد بعض منها لكي يتمكن الباص من الوصول الى النواة لتحميل المسافرين، الا انه لم يكن بإمكان الباص الكبير الدخول بسبب ضيق الطريق، لهذا خُصص باص صغير يتسع 11 راكباً والذي بإمكانه العبور بين السلاسل التي تحيط الشارع ( شارع وليس طريق فعند تعبيد الطريق تسمى شارع) ومن هنا اطلق علية باص 11. حتى انه في بعض الاحيان يكون الباص مع رقم خاص به الا انه بقي استعمال باص 11 يطغى على الحدث.

الحمد لله الذي بنعمة تتم الصالحات.

الكلمات الدلالية :