سلام لك يا ارض الاجداد ورحمة الله عليك يا جدة الاحفاد .
عمرت جدتي نحو ما يقارب مئة عام وخلفت ورائها سلالة كبيرة جدا من الاحفاد وابناء الاحفاد ،فكانت ملتصقة بالارض التصاق الشجرة بجذورها ، بام عيني كنت اراقب تحركاتها ومن منطلق ديني وتربوي كنت البي رغباتها ونما معي هذا الالتزام حتى اصبح حبا وعقيدة ومبدأ وذكريات سرعان ما انقلبت الى غليان وهيجان داخلي ،الطرقات تشهد بذلك بقايا شجرات تحكي لك قصة تعب ومعاناه ،نبع يروي لك حنان ارض طاهره، سنابل قمح نمت سيقانها فرفعت رؤسنا شامخة .
في بقعة غريبة انفردت بالمثل من جميلاتها عروس جبل سيخ ،نبعها يروي ويلات واهات واحزان بشر .
لعل هذا الغاصب ما اكتفى بقطف الازهار الجميله حتى ملئت عينيه هذه الفله الحزينه .
لحسن حظي او ربما لسوء حظي كنت اقظن بالقرب من تلك البقعه ولربما البعد الحغرافي لا يمحو الذكريات الجميله 
كيفما السائح المنذهل المهووس بالمناظر الخلابه والتي لم يرها قط هكذا كنت انا وابنائي نتفسح في ذكرياتي واي ذكريات هي ؟!!
سؤال يطرح نفسه او انا اطرحه عليك يا والدي العزيز اين انت من هذه الذكريات ؟هل ما زالت تتارجح فيك ؟الم تمحها الهموم والسنون من ذاكرتك ؟عاهدتك وما زلت اعاهدك بان لا تتارجح في ذاكرتي بل اتنفسها واستنشقها صباحا ومساءأ لاخرج اليها لاعانقها بعدما اشتقت اليها .
واحفادك مثلي بعدما رسخت في مخيلتهم وطبعت في ذاكرتهم نحن من ....جذورنا من هنا ....اصلنا من هنا نبعنا من هنا وهي لنا ..
عجوز في الستين من عمرها بعدما لمحتني اقطف حبة من ثمار الاكدنيا اقتربت مني وخاطبتني وكانت اقوى مني فسلبت منها القوة باعجوبه بعدما لمحت في لطفها الجبن ورقتها الخبث ، ففاجئتها بالاجابه عن سؤالها وكان بلهجة باتت تلملم حروفها :(زي شلخ)؟
قلت لها بلهجتها :لا 
قالت :(لمه كاخ)؟
قلت :هذه الارض لنا كانت لنا .
قالت :الشجره نحن زرعناها (هاادماه تكحي ).
وقالت ايضا :(ما ات عوساه لو يفييه )
وما فعلوه يففه؟!!
فوق حقه دقه.

الكلمات الدلالية : فوق, حقه, دقه, بقلم, خيريه, مرعي, طاطور, (المشهد),