الجمعة 11 مايو 2018 22:39 م بتوقيت القدس
في ظل أوضاع إنسانية صعبة ومخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة، يستعد أهالي ريف حمص الشمالي ممن رفضوا العرض الروسي بالتسوية، للتهجير باتجاه إدلب وريف حلب.
حيث سبق وتعرضت قوافل المهجرين في تسويات مع الشرطة العسكرية الروسية وقوات نظام الأسد، لاعتداءات من موالين للنظام السوري، وفي حالات أخرى رُفض دخول القوافل باتجاه مناطق سيطرة القوات التركية في عملية "درع الفرات".
وفي السياق، نقل "العربي الجديد" عن الناشط عباس أبو أسامة، ابن مدينة تلدو، أنّ من يستعد من الأهالي للخروج من منطقة الحولة، يبيع ممتلكاته بأسعار زهيدة جدا، لتكون عائداتها سندا له بعد مغادرته.
وأشار إلى أن "أصحاب المواشي يقومون ببيعها، إضافة إلى الممتلكات، وأغلب عمليات البيع تتم لأهالٍ من المدن والبلدات المجاورة قرروا البقاء فيها، ضمن اتفاق التسوية".
من جهته، لم يخف محمد خضر، مخاوفه من مصير مجهول على حد وصفه في الشمال السوري، وقال "أنا حاليا في سن الخدمة الإلزامية، ومن الصعب جدا بقائي في منطقة الحولة، بالنظر لإجبار قوات النظام الشباب في مدينة دوما بريف دمشق على الالتحاق بجيش النظام السوري، فخيار التهجير أفضل من البقاء في المنطقة".
واعتبر خضر أن "التهجير أقل ألمًا من البقاء في خوف دائم من مطاردة قوات النظام لنا أو إجبارنا على الخدمة في الجيش السوري، سأبيع كل ما أملك وأخرج فلا مجال مطلقا للمغامرة، والعيش في الخيمة أو أي مكان آخر أهون علي".
أما سميحة علي، وهي أم لأربعة أولاد، فقد قررت الخروج مع زوجها وأبنائها ضمانا لسلامتهم، لكون زوجها أيضا في سن الخدمة العسكرية، فضلا عن أنه منشق عن جهاز الأمن الداخلي الشرطة.
وقالت: "التطمينات بعدم ملاحقة الشباب من قبل روسيا هي مجرد كذبة، فالنظام لن يقتاد أبناء المناطق الموالية ويترك شباب منطقة الحولة يعيشون بسلام"، مشيرة إلى أنها جمعت ملابس أطفالها وزوجها، استعدادا للخروج بعد بيع أثاث المنزل".