الثلاثاء 08 مايو 2018 14:23 م بتوقيت القدس
ذكرت إحصائية أعدها “مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني” أن شهر نيسان شهد ارتفاعاً في أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى، وذلك بسبب دعوات تهويدية لاقتحامه خلال الأعياد اليهودية التي شهدها الشهر.
ووفق إحصائية المركز فإن 3747 مستوطناً بينهم طلاب “الهيكل المزعوم” وعناصر من جيش الاحتلال بلباسهم العسكري، اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة وتحت حماية مشددة من قوات الاحتلال والوحدات الخاصة، عدا عن آلاف السائحين.
وشهد منتصف شهر نيسان أعيادًا يهودية، والتي تستغلها جماعات “الهيكل المزعوم” للتحريض على اقتحام الأقصى، وتأدية طقوس تلمودية فيه، الأمر الذي شهدته باحات الأقصى فعلاً.
كما وطالت انتهاكات الاحتلال بحق الأقصى، عددًا من العاملين في الأقصى من حراس ومعتكفين ومدافعين عنه، حيث اعتقلت حارس الأقصى عرفات نجيب، خلال محاولته الدخول إلى المسجد من جهة باب حطة في الثامن عشر من نيسان المنصرم، وكانت مخابرات الاحتلال استدعت 4 حراس من المسجد بجانب عرفات للتحقيق معهم بمركز اعتقال وتوقيف “القشلة” في باب الخليل بالقدس القديمة، وهم: حمزة النبالي، ولؤي أبو السعد، وخليل الترهوني، وفادي عليان، وسلمت اثنين منهم قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال في الواحد والعشرين من نيسان، المقدسي رائد الزغير أحد موظفي لجنة الإعمار التابعة للأوقاف الإسلامية في القدس، من مكان عمله داخل المسجد الأقصى المبارك.
وفي قراءته للأرقام أشار المركز إلى أنّ هناك تصاعدًا مستمرًّا في نسبة الاقتحامات، حيث يشهد كل شهر من العام 2018، زيادة بنسبة تصل إلى 30% عن الشهر المقابل من العام 2017، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنّ مجموع الاقتحامات في العام 2017 وصلت إلى 30 ألفاً، أي بمعدل 2500 شهرياً، فإنّ الرقم أعلاه في حال استمراره سيصل بمجموع الاقتحامات إلى ما يزيد عن 40 ألفا في العام 2018، بعد أن كان العدد في العام 2009، لا يزيد عن 6000.
وأشار مدير مركز القدس عماد أبو عوّاد، إلى أنّ هناك تراجعًا في تغطية هذه الاقتحامات، ويكأنّ الأمر أصبح اعتياديًّا، مرجحاً أنّ ذلك جاء ضمن السياسة العامة، والتي تقودها بعض الدول، والتي تهدف إلى إخماد صوت الحق الفلسطيني، المؤكد على حقوقه التاريخية في القدس.
وأضاف أبو عوّاد أنّ استمرار الهجمة الحالية، دون أن يكون هناك حراك حقيقي، وموقف رسمي محلي وعربي جاد، وفي ظل الحملة الأمريكية المهوّدة للقدس، فإننا سنكون أمام المرحلة الأكثر خطراً، التي تواجه المسجد الأقصى، والمقدسات الفلسطينية بشكل عام، ويأتي ذلك في ظل الشهية المفتوحة لليمين بالسيطرة على الأقصى، والعوامل الإقليمية التي جعلت من القضية الفلسطينية في قاع أولويات الكثيرين.
من جانبه، حذّر الكاتب والباحث في الشأن الاسرائيلي علاء الريماوي، من وجود أوساط يمينية، كأمناء الهيكل، ورجال الهيكل وغيرهما، والذين يضغطون باتجاه السماح لهم بالصلاة وأداء الطقوس الدينية في باحات المسجد الأقصى، وقد تمكنت الكثير من المجموعات من ذلك، بفعل الأعداد الكبيرة في الاقتحام الواحد، وفي ظل تجاهل الشرطة الإسرائيلية لهذه الانتهاكات.
ونبّه الريماوي، أنّ اليمين المتطرف، والذي يسعى لبناء الهيكل المزعوم، بعد أن أنجز بناء المذبح وأعدّه للنقل للمسجد، يلقى دعماً ومساندة كبيرة من متطرفي اليمين في الكنيست، وتحديداً حزب البيت اليهودي، والذي يرى بالتيارات اليمينية المتطرفة، خزّانه الانتخابي، وأضاف الريماوي، أنّ المخطط الاحتلالي في تهويد المسجد الأقصى، يسير وفق الخطط المرسومة، محذراً أنّ استمرار الهجمة دون حراك، على الأصعدة كافة، سيفتح شهية اليمين للمزيد من التدنيس.