السبت 21 ابريل 2018 20:46 م بتوقيت القدس
تحقق الحكومة الماليزية إمكانية ضلوعه استخبارات أجنبية في عملية اغتيال الأكاديمي الفلسطيني فادي البطش (35 عاما)، فجر اليوم السبت، في العاصمة كوالالمبور، في الوقت الذي حملت الفصائل الفلسطينية جهاز "الموساد" والمؤسسة الإسرائيلية المسؤولية عن عملية الاغتيال، فيما تلتزم إسرائيل الرسمية الصمت رغم استحواذ خبر الاغتيال على اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وقال نائب رئيس الوزراء الماليزي وزير الداخلية أحمد زاهد حميدي، عصر اليوم، إن الحكومة تبحث احتمالية تورط وكالات أجنبية في اغتيال البطش.
وصرح حميدي في تصريحات نقلتها صحيفة "نيو سترايتس تايمز"، بأن السلطات لا تستبعد احتمالية تورط وكالات أجنبية بناء على كيفية قتل الأكاديمي فادي البطش.
وأضاف: "يمكن أن يكون لقتله بعض الصلات مع وكالات استخبارات أجنبية، أو بعض الدول غير الصديقة مع فلسطين".
واستحوذ خبر اغتيال البطش على اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، لكن دون أي تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية التي التزمت الصمت رغم توجيه أصابع الاتهام إلى جهاز "الموساد" وتحميل إسرائيل مسؤولية الاغتيال.
وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية نبأ اغتيال البطش، وأبرزت على مواقعها أنه كان مهندس كهرباء ومتخصصا في الطائرات المسيرة، وأنه كان ناشطا في العمل الخيري بماليزيا، خاصة مع الجمعيات التي تدعم الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقالت إن البطش مهندس في حماس، وخبير طائرات من دون طيار، في تلميح إلى احتمالية وجود دور للموساد في حادثة الاغتيال.
وذكرت في سياق نقلها ملابسات الحادثة، أن الفلسطينيين يتهمون جهاز الموساد الإسرائيلي باغتياله، وأنهم استذكروا عددا من العلماء الذين تمت تصفيتهم في ظروف غامضة.
وأشارت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إلى ارتباط حادثة اغتيال البطش باغتيال مهندس الطيران تونسي الأصل محمد الزواري، الذي عمل لصالح حركة حماس في تطوير الطائرات المسيرة.
كما قال المراسل العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية، ألون بن دفيد، إنه "تم اغتيال رجل حماس فادي البطش في ماليزيا"، ووصفه بأنه "أحد مطوري طائرات الاستطلاع لدى حماس".
من جهتها، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم " على موقعها الإلكتروني أن البطش كان من عناصر حركة حماس، وأنه عمل على تطوير الطائرات المسيرة، وكان متخصصا في الطاقة البديلة.
من جانبها، استعرضت صحيفة "هآرتس" تفاصيل إضافية عن عملية الاغتيال وأنه جرى توثيق العملية عبر كاميرات المراقبة بالمحال القريبة وأن المهاجمين من ذوي البشرة البيضاء.
في حين كتبت صحيفة "معاريف" على موقعها الإلكتروني: "عملية الاغتيال تمت عبر شخصين على دراجة نارية من نوع BMW وأنهما فرا من المكان بعد إطلاق عشرات الأعيرة النارية على جسد الشهيد وتأكدا من مفارقته للحياة".
وكتب موقع "واينت" الإلكتروني التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان " متخصص مجسات الطائرات المسيرة – هذا هو مهندس حماس الذي جرى اغتياله في ماليزيا"، ونشرت الصحيفة بشكل مطول تفاصيل عن حياة الشهيد وطبيعة عمله وتخصصه في مجالات متعلقة بالصواريخ والطائرات بدون طيار.
وفي السياق، أمر الوزير الماليزي شرطة بلاده بإجراء تحقيق شامل في القضية، بما في ذلك الحصول على مساعدة الإنتربول وآسيانبول (الجهة الرسمية المكونة من أجهزة الشرطة التابعة لرابطة أمم جنوب شرق آسيا) وغيرهما من الوكالات المعنية.
وأوضح الوزير أن التحقيقات الأولية أظهرت أن المجرمين استقلا دراجة نارية من طراز BMW GX.
وأعرب الوزير الماليزي عن أسفه إزاء حادثة الاغتيال، وعرج قائلا "أنا حزين لما حدث، وبحسب معلومات الشرطة، كان الضحية يقيم هنا منذ 10 سنوات، وكان خبيرا في الهندسة الكهربائية وصناعة الصواريخ".
وفجر السبت، أطلق مسلحان كانا يستقلان دراجة نارية، النار على الأكاديمي الفلسطيني (35 عاما) أثناء سيره في ممر المشاة عند السادسة صباحا، بحسب شرطة كوالالمبور.
وأكد قائد الشرطة "مازلان لازيم" في المدينة " أن البطش تعرض لإطلاق النار من قبل شخصين كانا يركبان دراجة نارية، وأطلقا عليه 10 رصاصات أصابته إحداها في الرأس إضافة لجروح عديدة في جسده، مؤكداً ان الضحية توفي على الفور في موقع الجريمة، وأن الشرطة باشرت التحقيق فوراً في تفاصيل الجريمة".
وكان الدكتور فادي يعمل في سلطة الطاقة بغزة، وحاصل على جائزة الخزانة الماليزية في الطاقة حيث يعمل محاضرا في أحد الجامعات الماليزية إضافة إلى عمله في الجمعيات الخيرية.
ويعيش البطش المختص في الهندسة الكهربائية في ماليزيا برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة منذ 10 سنوات.