يعقد أكثر من 200 عالم مسلم، اليوم السبت، ملتقى ينظمه "علماء تركيا لأجل القدس"، في مدينة إسطنبول، للتشاور في سبل دعم المدينة المحتلة والمسجد الأقصى.
ويشارك في الملتقى، الذي يرعاه رئيس بلدية "أسنلر"، محمد توفيق جوكسو، نخبة من العلماء المسلمين، أغلبهم من تركيا، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية من مختلف ولايات البلاد.
ويحضر الملتقى، الذي تنتهي فعالياته مساء اليوم، رئيس الشؤون الدينية التركية السابق، محمد غورماز، بالإضافة إلى العديد من البرلمانيين، بينهم "نور الدين نباتي"، و"حسن توران".
كما يشارك علماء من 30 دولة إسلامية، أبرزها فلسطين والعراق والأردن ولبنان وسوريا واليمن ومصر.
وفي كلمة له خلال الملتقى، عبر "غورماز" عن أمله بعودة الفلسطينيين إلى أرضهم، وأن تتوج "عودة المسلمين إلى عزتهم وحضارتهم وأمجادهم الماضية".
وأضاف "لقد أصبح القتل والمجازر التي نراها في فلسطين شيئاً طبيعيًا، ولذلك وجب علينا التذكير بالقضية ومدينة القدس، وهنالك مئات المؤتمرات التي عقدت، ونتحدث عن دور العلماء في إنشاء مستقبل الأمة وتحرير المسجد الأقصى".
ودعا غورماز العلماء إلى بذل المزيد من الجهود وتوحيد صفوفهم، وقال "ولكن مع الأسف، نحن العلماء لا نحاول ولا نعمل، وإذا افترقنا على قضية إسلامية كهذه كيف ستتحد الأمة؟".
كما شدد على أهمية المسجد الأقصى، ومكانته الدينية، التي تقارن بمكانة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.
من جانبه، قال رئيس هيئة علماء فلسطين بالخارج، نواف التكروري، إن الهدف من الاجتماع هو زيادة دور العلماء في التوعية بالقضية الفلسطينية.
وأكد أن من واجب العلماء "أن تبقى أعينهم على المسجد الأقصى"، وأن مخطط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن القدس، سيفشل "إذا تضافرت جهود العلماء شرقاً وغرباً".
بدوره، شدّد رئيس المجلس الاستشاري لهيئة علماء فلسطين في الخارج، همام سعيد، أن "اليهود لم يستطيعوا السيطرة على فلسطين إلا بعد أن أسقطوا الخلافة الإسلامية، وعلينا بتبصرة المسلمين بما يحدث هناك".
وأشار "سعيد" إلى أن "قضية القدس تتقدم على قضايا الأمة، لأن الله قدمها في كتابه الكريم، والسبب أن الله بارك فيها للعالمين، والجميع لهم فيها نصيب، والجهاد من أجلها واجب على كل مسلم".
بدوره قال النائب التركي، نور الدين نباتي، إن الفلسطينيين "يصلون في الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى تحت نيران الصهاينة، وهنالك مسؤولية تجاههم تقع على عاتقنا، ولكن لا نقوم بها على أكمل وجه".
ورأى "نباتي" أن "هنالك مشكلة حقيقية، والمسؤولية الأولى تقع على عاتق العلماء، لأنهم يستطيعون شرح أهمية القدس للمسلمين، ولأنهم أصحاب الفكر والرأي، وينبغي أن تكون أقلامكم سليمة ومقنعة وتستطيع أن تصل إلى القلوب".
وأضاف: "من أجل تحقيق العدالة، ينبغي أن يكون المسلم قويًا، لذلك يجب على كلماتنا أن تكون مؤثرة، حتى نحرك قلوب الأمة النائمة، من أجل تحرير المسجد الأقصى".
بدوره شدد النائب "حسن توران"، أن "العدو الصهيوني اليوم، يستفيد من التشتت وعدم الوحدة في المسلمين".
وأضاف: "بعض قادة الدول المسلمة، بدلًا من أن يقدموا اقتراحات لتحرير المسجد الأقصى، يأخذون بالتحدث عن المزيد من الحروب والفتن".
وأكد أن بلاده "تحاول دائمًا أن تجمع بين الأطراف، وتدعم كل أمر يؤدي إلى التوحد وعدم التشتت، والاجتماع تحت راية واحدة لكل الأطياف الموجودة في الأمة".
ويكثف علماء مسلمون، في الآونة الأخيرة، نشاطهم في التحذير من تهويد مدينة القدس، عقب إعلان واشنطن، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، اعتبارها عاصمة لإسرائيل، في تجاهل للقرارات الأممية التي تعتبر القدس مدينة محتلة.
كما ترفض القرارات الأممية أي حق تاريخي أو ديني لإسرائيل في مواقع القدس الإسلامية.